منتديات العيون
دعوة للثرثرة . - صفحة 15 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا دعوة للثرثرة . - صفحة 15 829894
ادارة المنتدي دعوة للثرثرة . - صفحة 15 103798

منتديات العيون
دعوة للثرثرة . - صفحة 15 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا دعوة للثرثرة . - صفحة 15 829894
ادارة المنتدي دعوة للثرثرة . - صفحة 15 103798

منتديات العيون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات العيون

أقلام تنزف بالإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضائك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي
اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )[سورة البقرة].
اللهم اجعلنا ممن تواضع لك فرفعته واقبل تائباً فقبلته وتقرب لك فقربته وذل لهيبتك فأحبته وسألك سؤاله فأعطيته وشكى لك همه ففرجته وسترت ذنبه وغفرته ... امين
يطيب لإدارة منتديات العيون أن تبعث بأعذب التهاني والتبريكات لأعضائها الكرام بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك ,سائلين المولى العلي القدير أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمالويعيده علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات.وكل عام أنتم بخير

 

 دعوة للثرثرة .

اذهب الى الأسفل 
+44
الجمبري الحزين
حسناء العيون
عيون جزائرية
متى تعود ياعمرى
مريم المزيونة
سمراء الجنوب
الدكتورة ندى الروح
فراولة بس حامضة
انثى تختصر النساء
همس الحنان
سهرانة طول الليل
عاشقة السهر
amina23
مجروحة بعنف
هند الجلفاوية
قمر موتوا قهر
ريمة
سمكة البحر
عبلة
جروح باردة
navartiti
nwa3im
مغربية وأفتخر
سارة
بسمة أمل
هديل
الأديب الصغير
bouchra
سكرة
ملاك
مسرور
maria soum
.. فرح ..
الأسمر
baby.dream
أميرة
ابراهيم
أنثى شامخة
الدكتورة منيرة
دمعة حزن
عيوني
سلسبيلة
قمر المنتدى
عمر منير
48 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 9 ... 14, 15, 16 ... 19 ... 24  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالثلاثاء مايو 20, 2008 9:16 am

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :



دعوة للثرثرة


ما أجمل الحروف من تصبح كلمات مجنونة بدون قيود

هنا أدعو الحروف في عالم مجنون مع أول الليل إلى انتشاء العقل

دعا ء الكلمات تثمل بما فيها من جنون وأطلق صراح المفردات في عالم العشق

دعوة في عالم ثاني من الأحلام

فلتكن هنا ثرثرة الأقلام
.................................................. ...........

أمنياتي حروف ثائرة

تلطمُ الأمواج عقيقا في قاعها

رجل خاض معارك

مصارعه مع النفس

لكي يصل أليك

أيتها الأنثى

كيف اختزل الأحلام

لكي تصبح حقيقة

نعيشها معاً في عالم من الحب

نظرتنا إلى أحلامنا

يعلوها الخوف

الدنوا أصبح صعب أليك

لازالت الروح هائجة

داخل بركان من المشاعر أليك

يلتطم الصدر بالصدر

ونسيم الاشتياق يجذبني نحوك

لما لا تغتسل بنشوة ريقي

وكنت شهيقاً اشتهي

امرق نفسي داخل نفسك

وكيف الصحوة تحت رموشك ترميني

وتكسرني نظراتك

ويسكنني حبك

أنثى أنت.. وانا رجل لا يحتمل

حلماً كان ولا يزال

يسكن الروح
...........................................
كلماتي المتواضعة الى إلى أحبتي في المنتدى جميعا ...[/
center]


عدل سابقا من قبل عمر منير في الخميس أغسطس 06, 2009 12:50 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com

كاتب الموضوعرسالة
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالخميس يناير 01, 2009 10:28 pm

احتكاك

احتك ابن عمي بالحارس، وهو قادم بعمود الطعام المصنوع من الألمونيوم. منعه من الدخول ، وحدث أن هرول كي يغلق النافذة المطلة على الردهة ، كما أوصد الأبواب لحرصه على راحة المرضى!
بعد أخذ ورد ، وشخط ونطر ، سمح بمرور نصف الشحنة ، وفيما كان منفردا بالوجبة دخلت قطعة عظم حلقه . لم يتمكن أحد من إخراجها . نقلوه على الفور إلى غرفة الطواريء . دخل ابن عمي بالعمود ، وألقى نظرة على الخارج حيث بدأت الجلبة تهدأ وتراكض الأقدام يخفت كي ينقذوا الحارس من آلامه الغير محتملة . كان يؤكد لي بين عبارة وأخرى أنها لم تكن قطعة عظم بل مسمار بطول أربعة سنتيمترات ، لا يعرف كيف اندس في الطعام رغم أن لا أحد فتح العمود غيره!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالخميس يناير 01, 2009 10:32 pm

المـُـلة

عصاني النوم ، فمددت يدي أتلمس الألواح الخشبية المصفوفة بالعرض ، والممتدة بين عارضتن خشبيتين قويتين.
كانت مثل خطوط السرطان والاستواء والجدي التي تمر بقارة سوداء بلون الفحم . وجدتني أهبط بصعوبة فتلامس أمشاط قدمي برودة البلاط.
رحت أخلع الألواح ، وأحاول أن أمددها طوليا علني أغفو . حين فشلت لم يكن هناك بد من البكاء، وقبل أن تنحدر دمعة على وجنتيّ وجدت القارة تتقلص والألواح تنجح في الاستواء على العارضتين الطوليتين ، وكان أن نمت أحلم بالعبيد يفرون من سجون تلك القارة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالخميس يناير 01, 2009 10:44 pm

الزاحف

رأيته. وحدي رأيته . يزحف من الخرابة المجاورة لمبنى المستشفى ، ويتسلل نحو شق في الحائط الملاصق لعنبر 15 الذي تم تسكيني فيه . أرتعدت لرؤياه ، وكنوع من رد الفعل غير المقصود وجدتني أصفق بكفي ، وأنا أدعو شخصا لا أعرفه كي يتتبعه : هس .. هس..
رأيته يدفع بلسانه المشقوق خارج فمه . كانت عيناه المدروتان تتحركان حركة دائرية مفزعة .
هو الليل سكن له ، والإبرة تشك ذراعي ، فيما أنا أسير سريري . و" همت " التي قبلتها منذ 21 عاما ، تزوجت وسافرت وأنجبت ، ولما مات زوجها بقيت أرملة ،وربت بناتها وصبيانها على الفضيلة . وجدت صورتها في صحيفة " الأهرام " أما مثالية . قصصت الصورة الورقية ، وضعتها في حافظتي ، وهائنذا الآن وحيد ، أخشى أن يتسلل للغرفة ، فيلدغني : هس .. هس..
أخاف الزواحف والجوارح ، والأنس والجن . أخاف نفسي الأمارة بالسوء . أنصب الفخاخ للبنت " تحية " اليتيمة ، طرية العود كي أظفر منها بلمسة أو ابتسامة ترطب هجير روحي : هس .. هس..
أراه اللحظة ينساب على البلاط البارد . يتحرك نحوي بانتظام عجيب مطلقا فحيحا كاد يشلني . لابد أن أقرأ المعوذتين سبع مرات ، وأنتصب قائما ، مباعدا ما بين ساقي حتى لا يطولني سمه : هس .. هس ..
كم هو الليل طويل وقاس . لماذا أخشى الثعبان وهو لم يلدغني من قبل ؟ لماذا أخشاه : هس .. هس..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالخميس يناير 01, 2009 10:47 pm

وقت

كانت ثريا جارة لنا في بيت العائلة القديم . وجدتها في عنبر النساء تنتظر دورها في استئصال الكلى . لاحظت شحوب وجهها ، ومستني ارتعاشة يديها بدون مناسبة . صعد الدم إلى وجهها وأنا أخبرها أن كل شلة الصبيان بالعطفة قد أحبوها فقد كانت أجمل فتيات الحارة بشعرها الذهبي المقصوص في فتنة . مالت على أصيص زرع بجوار الممشى الضيق .
قالت وهي تهديني وردة : لكنك لم تقل لي وقتها هذا الكلام .
أطرقت ، وهي تستجمع فرح الدنيا كله : معقول .
سألتها وأنا أشعر بقلبها يدق بعنف : الوقت لم يتبدد كله سدى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالخميس يناير 01, 2009 11:06 pm

الأسود

ظلم الدنيا كله حط على كاهل هذه المرأة التي تعتلي سريرا محطما في العنبر رقم 9 . مات زوجها بعد ليلة الدخلة بيومين ، وحين خلعت الأسود من على جسدها الفائر بعد الأربعين تزوجت للمرة الثانية . سافر زوجها العريس الجديد من ميناء سفاجة في عبّارة متهالكة . وسط البحر انشقت المركب وابتلعه الموج لكنهم أحضروه لها في صندوق .
بين موتين تعيش ، وقد قررت هذه المرة ألا تخلع الأسود بتاتا. خلال شهري علاجها تعرفت على " رزق " ميكانيكي السيارات بالشهابية .أراد أن يقنعها بتجريب حظها مرة ثالثة فرفضت بكل حسم . طوحت رأسها بغضب ـ متحدية إياه ـ وهي تمسح دمعة فرت من مقلتيها : إن كان ولابد تبقى الدخلة بالأسود. وقد حدث هذا بحذافيره ، ولاحظت أن الزوج لم يمسسه سوء !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالجمعة يناير 02, 2009 9:52 pm

آه ثم آه ثم آه
ولكن لا يعتقد أحدكم أنني أعد ما تبقى من مالي بعد مشاركتي في حملة التبرعات الشعبية لفلسطين فيقرأ كلماتي أرقاما -واحد وخمسون ثم ..واحد وخمسون ثم ..واحد وخمسون-

لا ضير فهذا زمن الأزمات الإقتصادية
أعود لآهاتي ....أتأوه لما أرى وأسمع من أحوال المسلمين في كل أرض وتحت كل سماء
وبرغم كثرة جراحاتهم تبقى فلسطين هي جرح الجبين
تلك الأرض وذاك القطاع يواجه عدونا أجمعين
فلله درهم لهم الجنان وحور العين......
ذات ساعة وأنا أتابع آخر المستجدات وفي خضم تلك البرامج السياسيه والحوارات الساخنه والتغطيات المؤلمة
صعقت بخبر يقول (( بوش يشكر مصر على دورها الإيجابي في الأحداث الأخيرة ))
سبحان الله
لقد لاحظ هذا الذكي دور مصر الإيجابي ..لا غرابة فقد لاحظ قبل ذلك فردتي حذاء طائرة واستطاع تفاديهما فهو يرى ما لا يراه الآخرون..
لن أطيل ..أردت فقط أن لا يكون بوش أفضل مني
** شكرا مصر .. شكرا أيها العرب **
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالجمعة يناير 02, 2009 9:57 pm

.. أنا أيضا لدي مشاركة ، آملا أن تحوز على رضاكم أدبيا .. وغزاويا !



دوزنة ..
وتر خامس "حيل" مشدود
لحن تراثي لكن .. توزيعه جديد
كورس .. وريشة عـود !
مبروك علينا وعليكم ،
غزة .. أصبحت مسابقة فنية !!
.
.
.
صارت غزة مُناسَبة مُناسِبة للابتعاد عن اللون العاطفي والذاتي ، والكتابة قليلا عن الوجع الإنساني والدم المراق ، وفرصة أجمل للحصول على دراسات نقدية جادة تحدد مكامن الخلل في النص، بانتظار غزة أخرى ونص جديد !
أمسية شعرية لـشعراء المواسم "وحزن المناسبات"، يحصلون في نهايتها على درع تذكاري تم تصميمه خصيصا لهذه المناسبة !
حزننا موسمي وانتقائي ، حزننا كذاب يرتفع ويهبط على مزاج قناة الجزيرة !
حزننا بائس لا يقيم صلب قلوبنا !
وكان الفضيل بن عياض رحمه الله يقول :
"لكل شيء زكاة ، وزكاة القلب الحزن"
والفضيل كان قاطع طريق ، ثم تاب وقاطع كل الدروب إلا الصراط المستقيم !
كان صادقا في حزنه ، حزينا في صدقه فأبكى هارون الرشيد حتى كادت تفيض نفسه !
ولو أننا تبنا وسلكنا الصراط ، ودفعنا زكاة قلوبنا حزنا وصدقا لأبكينا الملوك ، ولم نكن بحاجة للخروج في مظاهرة منظمة يحرق فيها علم مصر ، ويشتم حسني مبارك !!
تماما مثل ما كانت الكويت تشتم قبل سنوات معدودة ، وتماما "أكثر" كما سيشتم في غزة أخرى "صقر العروبة"!! لأن التاريخ يعيد نفسه ، ولأن الدنيا ما زالت تعلمنا ولا نتعلم ، وما زلنا نبيع الشمس ونشتري شمعة ، ثم نلعن أحجار الطريق حين نتعثر !
نحن لا ندفع زكاة قلوبنا إذا حال الحول وبلغت النصاب ، نحن ندفعها حين يتم تذكيرنا ، فندفع ما تيسر منها لــ شريط إخباري ، وخبر عاجل !
حزننا أقل صدقا من ذاك اليهودي الذي قال في مزموره :
" نسيتني يميني إن نسيتك يا أورشليم"
وأوصى بنيه أن يجعلوا قبره قبلة لأورشليم ، كي تبتل عظامه حين يجتمع بنيه بعد الشتات في وطن واحد ، وتكون الأرض لإبراهام وأبنائه كما جاء في العهد القديم !
وهكذا كان ..
وأصبح أبناؤه يرتلون مزاميره في أورشليم ، وينقبون وجه الأرض بحثا عن هيكل سليمان ، ليعيدوا بنائه ، ويبصقوا في وجه بابل ونبوخذ نصر!!
نحن فقط أقل صدقا من ثيودور هرتزل الذي هلك في الرابعة والأربعين من عمره ، لأنه لم يكن ينام ولا يستريح ، وكأن "يهوه" قد بعثه لغرض واحد هو إقامة وطن قومي ليهود الشتات !
قلوبنا تنسى كابول وبغداد وغزة ، ولا نقيم الحد على قلوبنا !
وعلماؤنا يعيشون طويلا ، ويموتون على أسرتهم وبين أبنائهم !
يخرجون في المظاهرات ، يصدرون البيانات ، ويناشدون المجتمع الدولي !
يبكون على غزة ويدعون لها الله أن يفك الحصار الظالم عنها ، ثم يدعون لولي الأمر بالتمكين !
وحين قلت مثل هذا الكلام لأحدهم قال لي " أتريدنا أن نسكت ؟! "
وأنا لا أريد شيئا ، ولا أحد حتما يستشيرني قبل إلقاء قصيدة أو الخروج في مظاهرة !
فاصرخوا جميعا على حنجرة رجل واحد ، حتى يصبح المدى فم !
واكتبوا جميعا على قلم رجل واحد ، حتى تصبح البحار محبرة والرمل دفتر !!
وأنا أيضا سأقول أن أكبر مستفيد من كل هذا هما ليفني وأولمرت ، فمثل هذه المظاهرات أفضل طريقة للتنفيس عن الاحتقان الشعبي بطريقة سلمية تضمن أن يذهب الجميع بعد ذلك إلى غرفهم ليناموا بضمير مرتاح وقلب حي ، بعد أن "صرخوا" في سبيل الله ، وجاهدوا فيه حق جهاده !!
ويقسمون بالله أنه فقط لو تم فتح باب الجهاد ، لقاتلوا اليهود ولو بالحجارة ! ولو فُتح باب الجهاد ونوافذه ما خرج من أهل هذه المظاهرات ما يشكل سرية !
المشكلة ليست في حسني ولا في معبر رفح ،
المشكلة أننا دوما نتابع المشهد الأخير ، ونهمل بقية الفصول
ننسى أن للهزيمة مقدمات ، كما أن للنصر سنينا من السهر والدموع .. والإخلاص !
ننسى الزارع ، ونقدس من يقطف الثمرة !
نعتقد أن صلاح الدين هم من حرر القدس ، وننسى رجلا يدعى نور الدين محمود ، كان الناصر جنديا في جيشه ، ويرتجف حين يذكر اسمه !
محمود الذي كان يسجد لربه ويقول :
"اللهم انصر دينك ، ولا تنصر محمود ، فمن محمود الكلب حتى تنصره ..؟! "
سقط من ذاكرتنا محمود ، ومن قلوبنا الدين ...
فشتمنا حكام العرب ، ولم نشتم قلوبنا وحزننا الموسمي الذي يرتفع ويهبط حسب مزاج قناة الجزيرة !!
.
.
.
والكلام يطول .. !!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالجمعة يناير 02, 2009 10:02 pm

ابْتِساماتٌ على حائِطِ المَبْكى



أعطني وطنا و ارمني في البحر :
قال لي هيا نستبق أيّنا يحبّ الوطنَ أكثر ؟
أجبتهُ : نتيجة السباقِ محسومة , أنت تستخْدمُ منشّطاتٍ وطنية
و أنا أعْرج .. لو منحني الوطنُ عكّازًا لسبقْتك ..

**

sms
وطني الكريم ..
أعرفُ أنك تريدُ مني أن أفديكَ بدمائي ..
لكنني أرقدُ في العناية المركّزة و أريد منْك قيمةَ دماءٍ أفديك بها ..

**

مترادفات :
الشعبُ و العشْب ..
كلاهما من جذر ثلاثيّ واحد ..
كلاهما يزرع
كلاهما ينبت
كلاهما أخضر ..
كلاهما يوطأ بالأقدام ..
و تأكله الدواب ..

**

حذاءٌ فاخرٌ و قدمٌ مبْتورة :
الوطنُ كبيرٌ جدا ..
و جميلٌ جدا ..
و متخمٌ حدّ الانفجار بالأشياء الطيبة
و الجميلة ..
لكنها ليست لي ..
و ليس بإمكاني أن أمدّ إليها يدي المجذومة ..
كلّ ما أستطيعُ فعْلهُ هو أنْ أنظر إليها منْ بعيد , و حينها
يجتاحني شعور رجلٍ يلْمحُ فاترينة محلّ أحذيةٍ أنيقٍ ..
يقف أمامهُ و يُحدّقُ فيه .. و يسلّط ضوء عينه المنْكسر على
أحذيةٍ إيطالية فاخرة تأتلِقُ خلْف الواجهة البلورية ..
ثمّ يهوي بنظره إلى قدمه المبتورة و يستحثّ عكازه للمضيّ ..

**

قاموس وطنيّ :
الوطنُ : قصيدة .
المواطنُ : شاعر .
المسؤول : ناقد غبيّ .

الوطنُ : أرضٌ طيبة .
المواطنُ : فلاحٌ نشيط .
المسؤول : سوسة تأكلُ الزرْع .

الوطنُ : مسْرحُ دمى .
المواطنُ : دمْية بلْهاء .
المسؤول : متفرج في الصف الأول .

الوطنُ : قبّعة .
المواطنُ : رأس .
المسؤول : ثقبٌ في القبعة .

الوطنُ : ملعب .
المواطنُ : كرة .
المسؤول : مضربا تنس .

الوطنُ : حصانٌ أصيل .
المواطنُ : فارسٌ نبيل .
المسؤول : طريقٌ وعرة .

الوطنُ : رأس .
المواطنُ : أفكار .
المسؤول : مقصلة .

الوطنُ : متاع .
المواطنُ : حمار .
المسؤول : سوط .

الوطنُ : أنشودة جميلة .
المواطنُ : كاتبها .
المسؤول : طفْلٌ ألثغ .

الوطنُ : مقْبرة أنيقة .
المواطنُ : جثة .
المسؤول : حانوتيّ نشيط .

الوطنُ : نهْرٌ دفّاق .
المواطنُ : ميّتٌ من العطش .
المسؤول : سياجٌ حول النهْر .

الوطنُ : جسدٌ منْهك .
المواطنُ : ألمٌ في الصدر .
المسؤول : سماعةُ طبيبٍ صمّاء .


غز/صة ..
Print

ذات الشجب و الاستنكار ..
ذات المفردات ..
ذات الصياغة ..
ذات الأسلوب ..
ذات الأسطر ..
ذات الخط ..
ذات العار ..

***

التاريخ يُعيذُ نفسه :
ليسَ هناك ما هو أدلّ على
مبلغنا العظيم من الذل و الانحطاط
أكثر من مساواتنا رشقة الحذاء برشقة السيف ..

**

خبر :
يقول الخبر المعْلن : العرب يتظاهرون من أجل غزة ..
يقول الخبر غير المعْلن : أيضا الرؤساء و الوزراء العرب ( يتظاهرون ) من أجل غزة ..

**

رصاصة :
الجرحى الفلسطينيون يحتاجون إلى دماء لإنقاذ حياتهم ..
لكننا لا نملك الدماء .. أو على الأقل دماؤنا ملوّثة بفيروس الذلّ و العار و ستقتلهم أيضا ..

**

رسالة من تحت النار :
عزيزتي غزة ..
لديّ بندقية ..
لديّ سيف ..
لديّ حربة ..
لديّ سكين ..
ثمة شيء ألتمس العذر بشأنه ..
البندقية تحتاج إلى ( تصريح )
السيف للرقص و الغناء ..
الحربة مغروسة في ظهر أخي ..
و السكين لتقطيع البصل ..

**

غزة تستغيث بأعلى صوتها : ( وازعماء ) ..
الزعماء لا يفهمون العربية و يسألون المترجم : ماذا تقول غزة ؟؟

غزة لا تحتاج ترجمة حرفية ..
غزة تحتاج ترجمة فورية , ثورية ..

**

غزة و الذئب :
غزة أكلها الذئب ( العربي ) ..

**

خبر عاجل :
وصل عدد الموتى الأحياء 300 شهيد
وصل عدد الأحياء الموت 338,621,469 لا شيء

**

سفاح :

غزة لم يغتصبها الغريب ..
غزة اغتصبها إخوتها
..
..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
سلسبيلة
عضو فعال
عضو فعال
سلسبيلة


عدد الرسائل : 2116
انثى
العمر : 38
البلد : الجزائر الحبيبة
العذراء

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالسبت يناير 03, 2009 6:53 pm

لا حول ولا قوة الا بالله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالأحد يناير 04, 2009 12:17 am

مر وقت طويل على أخر مرة جلست بهدوء وفتحت جهازي وبدأت بكتابة شيء ما .. ومر وقت أطول على أخر مرة تمتعت بالأحساس أني أملك وقتي لا هو يملكني .. وها أنا ذا في صالة منزلي يرافقني كوب القهوة الثقيلة حتى أن عبقها أشمه في أرجاء المنزل .. وشعور الضيق يلاحق خطواتي أينما كنت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالجمعة يناير 09, 2009 9:33 am

سفيه يدافع عن إسرائيل

في منتديات تحمل شعلة الحرية وحقوق الانسان -كما تزعم - وجدت قوماً يدافعون عن بربرية اسرائيل ويصفقون لفعلها الذي لا تقرّه شرائع ولا أعراف ..كل هذا لأن المقتول مسلم والمستباح أرض عربية ..
وجدت هذا وكتبت عن هذا الذي أفرغ أحقاده :
أفاق من نومه العميق وذهب مسرعاً إلى الحمام ليزاول عملية الجرد الصباحية لما تزاحم على رفوف معدته ليلة البارحة , غسل وجهه واتجه إلى قبلته / قناة العربية التي لا تنطق عن الهوى في معتقده وقناعته .. المائدة بين يديه تزخر بما لذ وطاب من أنواع الأطعمة وشاشة التلفزيون أمامه ملأى بمناظر القتلى والمكلومين ولقاءات شتى مع منظرين ومروجي أكاذيب يحاولون جهدهم تحميل حماس أسباب هذه المجازر .. عينه مشرعة على هذه المناظر وفمه مفتوح على لقمة تزاحم أختها على بوابة الدخول ..
فرغ من افطاره وذهب يحبو يجرّ بطنه المتخمة إلى الكرسي الماثل أمامه جهاز الكمبيوتر .
تجول بين المنتديات قبل أن يكتب مقالته عن غزة ليستنير بآراءقه في الذيولية والدرب المعادي لكل من آمن بأن الله أكبر ...
كتب مقالته عن غزة وردد كالببغاء ما يقوله الخونة , جعل من حماس والأصولية الاسلامية مشجباً لأخطاء وجدت فيها اسرائيل موجباً شرعياً للحرب ..تحدث عن اسرائيل المظلومة والمدافعة عن أمنها وحقها في العيش بسلام .. اسرائيل البريئة براءة الذئب من دم يوسف .. وتحدث عن حماس التي تجني الآن قطاف عملياتها الارهابية - كما يؤمن - وجعل منها براقش التي جنت على قومها .. لم يغادر صغيرة ولا كبيرة من التهم إلا وألصقها بحماس , شيء واحد غفل عنه ولم يكتبه وهو المناداة بجمع التبرعات لاسرائيل في حربها المقدسة ضد حماس .
ما أقبحه هذا


عدل سابقا من قبل عمر منير في الأحد يناير 18, 2009 10:23 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالجمعة يناير 09, 2009 4:21 pm

تهادى إلى سمعي صوت بكائه الخافت يفور بصدره
برغم محاولاته التماسك كي لا أعلم

و لكن
باءت كل محاولاته بالفشل
كنت أقود سيارتي
كان وقتها يجلس بالمقعد الذي بجواري
لم يكن بالسيارة غيرنا
سألته مطمئنا
: ما بك يا عمر ؟
(تحشرجت الكلمات بين شفتيه)
:لا شيء يا أبي، لا شيء
(أوقفت سيارتي على أحد جانبي الطريق
التفت إليه)
: و لماذا تبكي إذن ؟
: لا شيء
: عمر ، إما أن تبوح لي بسبب بكائك و إلا صدقني لا أخاطبك بعدها
: و لكنك ستغضب أيضا إذا ما صارحتك
: لا يا بني ، أنت تعلم كم أحب صدقك و صراحتك
فصدقني لن أغضب فصارحني
: الحقيقة يا أبي أنني كنت أريد أن تكون معي بالجنة

(وجدتني أحاول حبس الضحك الذي يغلي بصدري لكنني فشلت فانفجرت ضاحكا )
: ها ها هي هي هو هو ي
(تغير تعبير وجهه من الحزن إلى الغيظ بسبب ضحكي
عندها بدأت الضحكة تتراجع إلى صدري ثانية خوفا على أحاسيسه الخضراء
حاولت أن أبدو أكثر جدية كي نكمل ما بدأناه)
: آسف جدا ، لم أقصد السخرية من مشاعرك ، و لكن أضحك من كيفية معرفتك بهذا الموضوع ،
من هذا الذي بشرك بأنني لن أكون معك بالجنة أيها النبيه؟

: أنا الذي بشرت نفسي
: و لماذا يا بني ؟
: لأنني سمعت أن من يدخن السجائر لا يدخل الجنة
( عندها دارت الدنيا من حولي وجدتني أدور و أدور ،
عندها و عندها فقط انتبهت لتلك اللفافة المغروسة بين أصابعي
شعرت بهذه السحب العقيمة من دخان سيجارتي التي تملأ المكان
عندها فقط بدأ السعال يسيطر على كياني
أسعل و أسعل و أسعل
أحاول التماسك أمامه و لكن الفشل كان حليفي
لم أجد كلمات أرد بها عليه
تبعثرت الحروف فوق لساني و بين شفتاي أحاول لملمتها لأرد
حاولت التماسك
حاولت الحفاظ على مهابتي الأبوية
ماذا أقول له؟
هل أسمح لهذا الغباء الذي تكالب على صدري يخنقني ؟
هل أسمح له أن يطفح على وجهي يتحكم في يدي
فأوجه له لطمة على وجهه أحافظ بها على كبريائي؟
هل أصرخ في وجهه صرخة تزلزل الأرض من تحته
تقذف به في الهواء إلى المجهول ؟
هل أفعل ما يفعله الآباء في مثل هذه الحالات
هل أردد كالببغاء ما يقولون
(كيف ينتقدني هذا الفسل ؟
فأنا الأب
أنا القدوة
أنا المثل الأعلى
أنا الذي لا يخطئ أبدا
فكل ما أفعله هو الصواب بعينه)
لا و ألف لا
فأنا على خطأ
نعم ، أنا على خطأ
و هو على الصواب
نعم هو على الصواب
أنا الذي تجاوزت الأربعين عاما على خطأ
و ابني الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره على الصواب
من يكسب في هذه المواجهة ؟
إلى أي جانب سأقف و أنحاز ؟
هل أنساق إلى الكبر الذي بدأ يجرفني لأعلى

عندها فقط تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه و سلم
(لا يدخل الجنة من كان في صدره مثقال ذرة من كبر)

عندها صرخت في نفسي الأمارة
لتسقط الجاهلية
و ليحيا الحق
و الله الذي لا إله إلا هو إنه على الصواب
(وجدتني أنزل من سيارتي
أذهب إلى الباب الذي يجلس بجواره
أفتحه بكل فخر
أفك حزام الأمان الذي يربطه لكرسيه
أحمله من مقعده
أرفعه لأجلسه فوق السيارة)
: تصدق بإيه يا عمر ؟
: بإيه ؟
: أنت معك الحق كل الحق
ها هي هذه السجائر اللعينة التي لا فائدة من ورائها
(أخرجت علبة لفائفي
فتحتها
أخرجت منها اللفائف
أمزقها واحدة واحدة
أفركها بين أصابعي أمام عينيه
ألقيها
أدوسها بقدمي)
: ما رأيك الآن ؟
(أخذ يضحك و يضحك و يصفق كالمجنون)
: هيه ، أنت الآن معي بالجنة
: اللـــــــــه، اللــــه، الله عليك يا عمر
هل تعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالجمعة يناير 09, 2009 4:21 pm

و الله إن لك لجائزة كبرى على موقفك هذا
لأنك لم تخف من مواجهتي بالحقيقة
كان كل ما يشغلك أن تقف في وجه الباطل
و تقول للخطأ
لا
حتى لو قلتها لأبيك
فطالما قلتها لي الآن
و أنا من أنا عندك
فلسوف تقولها لأي مخلوق على وجه الأرض
و إياك
إياك أن ترى الخطأ أمامك و تصمت
و لا تنكره
و لتقف أمامه و تصرخ بأعلى الصوت
لا
قالها الشرفاء عندما دنس الخنازير كتاب الله
قالها الشرفاء
و ماتوا
نعم ماتوا
و لكن
و الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
إنهم لشهداء
فكن من الشهداء
كن من الشهداء
فإذا رأيت الباطل يوما أمام عينيك
فإياك إياك من الصمت
لقد غلقوا قلوبنا على الباطل
قالوا (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب)
لا و ألف لا
و أنا أقول لك
إذا كان السكوت على الباطل من فضة
فالكلام بالحق و إنكار الباطل من ذهب
قالوا (كل لقمة عيش و اسكت)
و أنا أقول لك
ملعونة هي لقمة العيش المغموسة بالذل و الهوان و الرضوخ و الإذعان للباطل
قالوا (من تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه)
و أنا أقول لك
تدخل فيما يعني الإسلام و المسلمين
فليس منهم من لم يهتم لشؤونهم
قالوا (أمصلح الكون أنت ؟)
و أقول لك
نعم أنت مصلح الكون
فلو كل منا رأى الباطل أمام عينه و لم يغيره
فعلى الدنيا و على المسلمين السلام

مجتمعاتنا بكل ما فيها
سجنوا الحق في صدورنا
ألقوا بمفاتيحهم في ظلمة المجهول
و لكن أنتم الأمل
افتح صدرك و رفاقك للحق
إياكم من السكوت
و لكن
قفوا في وجه الباطل بصدوركم
اصرخوا بأعلى أصواتكم
لا
اصرخوا بكل ما في قلوبكم من قوة
لا
لعلكم تكونوا الجيل الذي سينتصر الإسلام على يديه
لعلكم تكونوا أحبة رسول الله الذي حدثنا عنهم
و عن اشتياقه للقائهم
من يسيرون على خطاه و أصحابه

فعلا لا قولا مثلنا
فيعيدون للأمة كرامتها
بارك الله فيكم
بارك الله فيكم
بارك الله فيكم

************
وانتبهت من الحلم مذعورا
الله انصر إخواننا في غزة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالثلاثاء يناير 13, 2009 11:12 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,


مشكلة
.. بأن ترث حبيبتك جمال زهرة اللوتس وأنت تعجز في حضرة جمالها بأن تلقي على مسامعها بيت شعرٍ
يصف روعتها ..

مشكلة .. بأن تخجل جدا , ترتبك جدا ، ترتعش جدا ، لطبع قبلة على جبين من تُحب تخبره فيها بأنك تعزه جدا

مشكلة .. بأن تُعد ورقة جُهزت عليها كل كلمات الشوق واللهفة للحبيب الذي طال غيابه .. وما أن تلتقي فيه حتى تعلق تلك الكلمات في حلقك .. عاجزة عن الهطول في صحاري الحبيب ..

مشكلة .. بأن لا تجيد ذراعيك فن تطويق الحبيب إلى صدرك بحنية ودفء إن ضاقت عليه أرضه ..

مشكلة .. بأن ما تجتمع بالعزيز .. حتى تسرح عيناك في الفضاء فلا تلتقي بعينه .. خشيةٍ منك فقط بأن يلحظ نفسه في أحداقك كم هو فيها متلألئ ، كم هو فيها جميل .. كم أنت تُحبه !!

مشكلة .. بأن لا تفهم وجعه , ولا تسمع بكائه .. ولا تطرب لسماع أغانيه ، ولا تطير لفرحه .. وإن سألوك الناس عنه .. أجبت: هذا القريب مني ، هذا الغالي !!

مشكلة .. بأن تكون كل مشاعرك العذبة خرساء ، غير ناطقة للغة العشق .. والمشكلة الأكبر بأنك كل ما حاولت أن تُعتق لسانك من خرسه حتى ألتف حبل آخر حوله يحول بينك وبين كلمات المحبة للحبيب !
....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالثلاثاء يناير 13, 2009 11:14 pm

ليس الخجل بالذات هو السبب
نعم مشكلة عندما تكون هناك مليون فكرة واضحة في ذهنك لكن حالما تفتح فمك للتعبير عنها ، تفلت منك الكلمات و تضيع ولا تعرف إلى أين ..
تشعر أن هناك صفحات ناقصة في معجم مصطلحاتك وأنك "كنت" تعرف الكلمة التي تحتاج لاستخدمها بالضبط، لكنك عاجز عن استدعائها
تشعر ان الريح مسحت ذهنك وتركتك تائه عاجز عن الكلام
تشعر أنك قد عدت طفل صغير بحاجة إلى من يعلمه النطق من جديد، لكن الوقت قد فات على هذا التعلم.

يقول اليساندرو باريكو في روايته (حرير):
"ربما أن الحياة تريك وجهاً من وجوهها يغنيك عن التفوه بأية كلمة إضافية."
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالثلاثاء يناير 13, 2009 11:15 pm

قد قال نزار:

كلماتنا في الحب تقتل حبنا

إن الحروف تموت حين تقال


لا أعلم ما مدى صحة هذا البيت بين أوساط كل المحبين .. ولكن ما أعلمه جيدا بأن كلماتنا الصادقة في الحب هي من تبث الروح فينا وتعلقنا بشباك الحياة أكثر .. ما رأيكم ؟

للعلم .. لا أعني بذلك أن نعيش ونأكل ونلبس كلمات هيام وغرام ... ولكن أشد على ضرورة أختراق تلك الكلمات لحواراتنا وأحاديثنا .. نعتاد عليها كما نعتاد قراءة الصحيفة اليومية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالأربعاء يناير 14, 2009 10:01 pm

صمت يجلله صمت، ورهبة تجلل برهبة، ووحشة تجلل بوحشة، ومجهول يغوص بالمجهول، وغموض يهوي إلى قعر أعماق الغموض.

الشمس هنا تختلف عن شمس الأرض، هنا تغلي الأشياء على مرجل الهيبة المنبثقة من رعب المخفي تحت الثرى، تلتهب الأشياء وتصفر الحشائش، ترى الحزن الساكن بكل غصن من أغصان الشجر، وترى الموت الموزع على الأشياء المحاطة بسور المقبرة، تتدلى الشمس من مكانها، تهبط نحوالرأس، يغلي الدماغ، تتسلل إلى توزيعاته وتشعباته رهبة القادم والماضي والحاضر، تتناثر الأفكار وتصطرع، تضغط الحرارة على مركز الوعي والسيطرة، تنهار المسلمات واللذات، تتلوى الأفكار كصل منزوع من حرارة الصحارى، تهبط نحوالقبر، أوتحس بانزلاق القدمين نحوحفرة مفتوحة لغيب ما زال مطويا في حجب اللحظات والأيام القادمة.

ما هي المقابر؟

ولماذا تسكننا الرهبة حين نداهمها أوتداهمنا؟

ولماذا لا ينبت "البصلون "إلا فيها؟

"البصلون" وحده قصة غامضة، تتوحد مع غموض المقابر وما يحيط بها من مجهول، نحن نعرفه منذ الطفولة، كنبات كريه الشكل والرائحة، لملمسه نكهة من عذاب مضطرم، تتولد في الجلد، تدفعه نحوالاحمرار الشديد، نحوالحك المتواصل، حك ممزوج باللذة والغضب والألم والوجع والانهيار، وحين كنا نحاول استئصاله بجهد جماعي، ونهوي بالفؤوس والمجارف على جذوره، كان يقاومنا ببعث رائحة تقشعر لها الأبدان، ولكننا بعزم وتصميم، متوحد مع غل مجهول، كنا نتعمق في الهبوط نحوجذوره، لنزيلها ونتركها لشمس المقبرة، تلك الشمس المتدلية كقبة من نار غضبى على مساحة الموت والمجهول.

وحين كنا نعود بعد أيام، مع جنازة جديدة، كنا نراه وقد انبثق من تحت ركام الموت والمجهول ليتحدى الشمس وحرارتها اللاهية.

لماذا يستطيع هذا النبات تشقيق الموت والإطلال برأسه نحوالحياة؟ رغم قساوة المكان والمجهول والغموض، ولماذا – وببساطة – يتلاشى الإنسان كبخار معدوم من الوجود والبقاء حين يهبط نحوالأسفل؟

لعل "البصلون" يمارس ثأره الأزلي من تعسفنا وكراهيتنا له، دون سبب أومبرر؟

وحين نهبط نحوالأرض، يغوص عميقا ليمتص وجودنا ويوزعه على القبة المتدلية كبركان محموم بالغضب والثورة.

تتوغل قليلا في المقبرة، تدخل أعماقك القبور المنخسفة، والقبور المتهدمة، وتنتشر بأعماقك تشققات جدران القبر الضخم المشاد فوق جثة لا تستطيع مقاومة جذور "البصلون" أوالدود المتوالد والمتناسل من بقايا جسد كان يغتسل بالماء والعطر.

ترى الحراذين وهي تسارع بالانتقال من شق في هذا القبر إلى شق في ذاك القبر، تطاردها، لكنك تعجز عن الوصول إليها، عن اكتشاف مكانها، فتاتيك الفكرة، ربما غاصت في القبر، لتتوارى بين حنايا الموت الراقد في الجثة، ولتمارس طقسا من الغموض والمجهول.

منذ الطفولة وللحراذين بأفكارنا مكانة خاصة، مميزة ومتناقضة، لا نفهمها ولا ندركها، فنحن نطاردها من سور إلى سور، نلهبها عذابا ووجعا، نصبغ العشب بدمائها، ثم نتركها تتعفن، لا لشيء سوى أنها حراذين.

وحتى مقولة الصلاة التي كان يؤكدها كبار السن، صلاة الحراذين على الأسوار، وعلى أسطح المنازل، والتي كنا نشاهدها ونشهد عليها، ابتكرنا لها أغنية غريبة، ترتبط بالموت والعذاب والنار.

كنا نطاردها ونحن نغني بصوت جماعي "صلي صلاتك يا حرذون، أمك وأبوك في الطابون"

أغنية تربط الصلاة بالموت، بالموت، بالعذاب في النار، ربط خرج من اللاوعي واللاارادة.

لماذا كنا ندعوالحراذين للصلاة، ونحن نعلمها بوجود والديها في الطابون، طابون الفلاحين المستعر بالحرارة واللهب.

كيف تولد الحقد فينا على مخلوقات ضعيفة تمارس العبادة، كما كنا نفهم منذ الطفولة؟

الحراذين أدركت ذلك، بطريقة ما، وحملت جنسها نحوالمقابر، طلبا للأمن والحماية والبقاء، احتمت بالموت من الحياة، واحتمت بالمجهول الغامض، من المعلوم والمعروف.

فهل تركناها تنعم بصداقة الموت والمجهول؟

تشعر بخشخشة بين الأعشاب الملوحة، المحروقة والمصلية، تطل عليك أفعى ضخمة، ترقبها بعيون الرعب والهلع، المقبرة والموت، يبرزان أمامك كماردين من نار، تشعر بالسم يسري بجسدك، تتحسس جسدك، تمسك انتفاضة الجلد المتواصلة، تحدق بالأفعى، وهي تتلوى ضائقة ذرعا بسم تدفعه الحرارة للخروج، تتسارع دورتك الدموية، وتبدأ القبة المتدلية بالغوص بأعماقك.

تقفز رعبا حين تلمس قدمك ورقة نبات جافة، تصرخ صرخة تتكون في نغماتها انبعاث الموت ورائحته، تفتش عن الأفعى، فتصبح مستحيلا بعد وجود.

تتحول إلى قطعة من الجبن والهزيمة والصغر، تضج أحشاءك وتصطدم، تتمنى دخول احد ما ارض المقبرة، تلك الأرض المنزوعة من ذاكرة الإنسان والزمان والمكان، رغم توسطها المدينة، ورغم التفاف الشوارع حولها كحيات عملاقة.

التوقع والتحسب يسكنان أعماقك، تتحول إلى قطعة من الخوف والعجز، كقطعة من انهيار مشهود.

ألم يكن الحرذون يوما بين يديك؟ فلماذا لم تشعر بأحاسيسه ونوازعه وهويتلوى عذابا ووجعا وخوفا وعجزا؟ لماذا لم توقف انهياره المشهود؟

منذ سنين، رحلت الحراذين من المقابر، تلاشت، ترى في أي مكان تخنفي هي الآن؟

مقابر الطفولة، تختلف عن مقابر الشباب والكهولة، تماما كمرايا الطفولة ومرايا الشباب والكهولة.

يوم الخميس، هويوم المقابر المشهود لأهل مدينتنا، فهواليوم الذي يتحرك فيه الموتى من قبورهم لاستقبال الأحياء القادمين للزيارة، ومعهم المصاحف، والمسابح، والأدعية، والحزن والقهر والدموع، ومعهم – وهذا ما يهمنا كأطفال – حسنة الصدقة من معمول وغريبة ومبسوس، ومعهم بعض النقود المفكوكة إلى تعاريف وقروش.

كنا نتوجه زرافات، إلى المقبرة الصامتة، الغارقة بالصمت، لنزاول مهنة السؤال والتسول، سؤال أهالي الموتي أن يمنحونا بعضا من الحلوى والقروش.

يوم الخميس ذاك، الذي اختفى بين غلالات زمن مهجور، كان عيدا من أعياد الطفولة، الطفولة التي كانت تتمنى موت المدينة لتكثر حبات المعمول والقروش.

تلتهب الشمس، تتدلى أكثر، تشعر بالشوك ينبت في حلقك، ووخزه يمتد من أسفل الحنجرة، إلى سقف الحلق، يسقط الحزن بأعماقك، كسقوط الشلال في مصب الوجود، تتحرك حاجتك للبكاء، لكنك تشعر بوهن عارم في القدمين، تسقط ككومة لحم على صخرة تتلظى غيظا وقهرا، يسافر الوجع ليجول المقبرة، لاما كل آلام الموت، ليقذفه بصدرك.

ترى، لولدغتني الأفعى، أي مساحة من هذه الأرض ستكون حاضنة لجسدي؟

اندفع لفح القبة مرة واحدة، تأصل وتمكن وترسخ، اندفعت الروح نحومساحات الحيرة والغموض، تجذرت، وتلوعت النفس بخفايا ضياع موبوء بضياع، تهاوت الأشياء، والرؤى، والأزمنة، والأمكنة.

أين الحراذين التي هربت نحوالموت طلبا للحماية من الحياة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالأربعاء يناير 14, 2009 10:25 pm

هكذا تسير الأمور، دون أرادة أو تخطيط، تتدرج وتنحني، تتشابك وتتداخل، تنمو وتتعاظم، تجدل نفسها كضفائر من شعر بدائي، مجعلك، يخمش الوجنات، ويجرح الخدود، قال في ذاته، وهو يخطو نحو السهل الممتد بين قمم متسامقة متعالية، لم يكن يعلم كيف تسير به قدماه، بل هو لم يكن يعرف في أكثر الأحيان أي الطرق سلك حتى وصل إلى تلك الصخرة المزروعة على انزلاق طرف الجبل الساقط من أعلى إلى أسفل.

بينه وبين تلك الصخرة، علاقة وطيدة، يمكن لمسها باليد، والإحساس بمكوناتها تماما كالإحساس بخصلات الشعر الساقطة على الوجنتين، حتى عين الماء المنبثقة من تحت الصخرة، كانت ترسل رقرقات خاصة عند وصوله إليها، فيبدو خريرها وكأنه يخاطبه بلغة متوافقة، مياهها شديدة الصفاء، شديدة النقاء، تبدو كجدول من بلور شديد الشفافية، تحاول بكل ما تملك من رهبة وهدوء، أن تتسلل إلى نفسيته، كي تتغلغل فيها، تحركها نحو نقطة من بياض أو نقاء، أو على الأقل، أن تضع بعضا من بيوضها بأعماق ذاته المسربلة بغموض مجهول يندفع نحو حيرة مشدوهة، لكن، كل ذلك كان ينكسر، ليسقط من جديد بجريان الماء المنغمس برحلة ضياع بين باطن الأرض وحرارة الشمس، وأفواه الناس والحيوان وجذور النبات.

منظره لا يوحي بالغرابة بالنسبة لمشاهد عادي، فهو طويل القامة باعتدال ودون إفراط، تحتل رأسه صلعة ملساء تشبه إلى حد ما الصخرة التي اعتادت حضوره، يتخللها بعض ندوب تدل على قساوة الرأس وعنادته، ممتلئ الجسم، بدون ترهل أو تبعج، ينفرج شاربه بطريقه غزيرة، ثم يتدلى ليخفي الفم، وكأنها محاوله مقصوده لإخفاء الشفتين الجافتين، ملابسه عاديه، لا فقر فيها ولا ثراء.

لكنه للروائي، أو القاص، يبدو من الوهلة الأولى، متخم بالرمزية، فبريق عينيه اللامعتين، المتأجج بشهوة الغموض والمجهول، المتكاتف مع نظرته الذاهلة، الغارقة بتأمل ممتد بين الدهشة والمباغتة، يكاد يرسي بالنفس مجموعة من مشاعر تستفز الفؤاد بنوع غريب من المبهم المتداخل مع رغبات روائية لتسلق جدر الدهشة الموزعة بين خفقات الرواية ووجيب الواقع، شاربه الكث الغزير المتساقط نحو الفم المغلف بصمت متناه، وجمل قليلة، لاذعة أحيانا، ومحيرة أحيانا أخرى، ومستنفره في بعض الأحايين، أضف إلى هذا، الارتباط القائم كأنشودة إغريقية بينه وبين الصخرة وبين عين الماء المرفضة من قاع الصخرة أو أسفل الأرض التي تحتضنها، هذا، يضيف إلى عين الراوي مساحات لا يمكن للإنسان العادي ولوجها، أو حتى الوقوف على أطراف غليانها وانبثاقها كرؤى حالمة مشبعة بالحزن والألم والقلق المتواصل مع كآبة معتقة تكاد تمتد إلى بدء التكون البشري على حافة الكون.

صحيح أن الراوي يملك مخيلة خصبة، مترعة بتفاصيل مبتكرة، تركب فوق مكونات الشخصية لتظهرها بصورة خاصة، يكون الراوي المشكل الأساسي لنمط تكوينها، لكن الأكثر صحة، أن الراوي إنما يحاول تشكيل الشخصية حسب قوة خفية تكاد تكون أكثر اندماجا ووضوحا، بل وأكثر علما ومعرفة، بتفاصيل الشخصية من صاحبها الذي يمارس الحياة وفق ظن قائم لديه بأنه يعرف ما يريد من تصرفاته وأفكاره، والاهم وهمه المطلق باعتقاده بأنه يعرف تطور إحساساته وانفعالاته، وتقلبات مرجل عواطفه وهواجسه.

ذات يوم سألته، ما سر علاقتك بالصخرة هذه؟ قال: اسأل الصخرة، قلت كيف أسالها؟ فهي لا تنطق، لا تبوح، نظر إلي بازدراء متعاظم، قاسني من أخمص القدمين إلى قمة الرأس، ثم سأل، ما علاقتك بالسؤال؟ قلت: المعرفة، قال: أنت تبحث عن شيء آخر، لا علاقة له بالمعرفة، قد تجده يوما، إن تحولت إلى إنسان، قلت: وما علاقتك بالجدول؟ قال: اسأل الجدول. قلت: الجدول لا يجيب، لا يعرف لغة الحروف، قال: وهل تعرفها أنت؟ قلت نعم، قال: اوتظن أن بينك وبين الوهم فرق كبير؟ ونهض من مكانه، التفت نحو قمة الجبل المتصل بالصخرة، نظر في عيني، أرسل شهقة، قال: أليس غريبا لك أن يكون الجدول نابعا من قدم الجبل لا من قمته؟ وقبل أن أجيب استدار نحو الطريق، وبدأ رحلة الابتعاد عن دهشة عقدت كياني وغلت روحي.

بدأت جمله تسير نحو شخصيتي الروائية، تمد جذورها بعمق وصلابة، ذات يوم، قدر لي أن أرى جذور شجرة التين التي تبدو هشة من الخارج، فغصونها غير متماسكة، غير صلبة، تعودنا منذ الطفولة أن نسمع الناس، أهل الخبرة بالأرض والزراعة، يصفون شجر التين بالخواء من القوة والصلابة، هم يعرفون ذلك بالتواتر، بالعادة، بالتنقل بين أنواع الأشجار، لكن نحن، كنا نعرف الأمر عن طريقهم فقط، وعن طريقهم عرفنا شجر الحور القابل للتشكل والطي، وكذلك شجر البلوط الغارق بأساطير القوة والمتانة والصلابة، ومنهم أيضا عرفنا، معنى النور الناهض من زيت الزيتون المعمر، لكن جذور التين، عرفتها بالرؤيا، حين بدأت الحفارة العملاقة بنزع الأرض من قاعها، كنا نشاهد الجذور وهي تخرج على فم الحفارة وهي ملتفة على بعضها، متكاتفة، شاقة طريقها بين زوايا الصخور ومفاصلها، وكأنها تملك دماغا قادرا على تحديد نقطة الضعف الكامنة في مفصل الصخر لتندس من خلاله وتتضخم، فتشق الصخر وتفتته، وتمتد بين مفاصل أخرى وأخرى، فتبدو وكأنها تخوض ملحمة تاريخية، لا ينهيها فم حفارة عملاقة، أو خروج صخرة من باطن الأرض لتصبح معلما من معالم المشاهدة اليومية للعيون التي قدر لها أن تمعن النظر بتلك الصخرة المنزوعة من باطن الأرض من اجل هدف بناء أو تسوية للأرض، لكن دون أن يخطر ببال احد، معنى انتقال الصخرة من قاع الأرض إلى السطح، وما يحمل هذا الانتقال من تبدل وتغير، للمكان والزمان.

فالمكان، لم يكن قبل لحظات من انتشال الصخرة، يشكل نفس التضاريس التي بركت الصخرة فوقها، والزمن، لم يكن قبل تلك اللحظات هو ذات الزمن الذي سبق خروج الصخرة إلى المشهد، بل بدأ عصر جديد، يمتلكه محسوس الجغرافيا، ويتغلغل فيه عمق الانسياب غير المرئي للزمن المولود والمتكيف مع العهد الجديد لتلك البقعة الصغيرة، لكن الأمر الأكثر أهمية من كل ذلك، هو جذر التينة التي اقتحمت مكونات وعينا والتصقت به، لتشكل حيزا من ذاكرة نعرفها ولا نستطيع لمسها، مع زمن تبدل فيه إدراكنا حول شجرة التين، لتتشابه تلك اللحظات مع اللحظات التي غيرت معلم المكان والزمان عند خروج الصخرة من مكمنها لتتلاحم مع المشهد الجديد.

حين بحت للناس بهذا النزر اليسير من التفكير، وحين قلت لهم، بأنني قادر على كتابة ألف صفحة حول المشهد الجديد، تلفتوا نحو بعضهم، تهامسوا، واخفوا بسمة غارقة بالسخرية والاستغراب، وكان هذا أيضا، مشهدا جديدا متصلا بمشهد الصخرة ذاتها، ولو أخبرتهم يومها، بأنهم جميعا، في لحظة ما تحولوا إلى مكون من مكونات ما سخروا واستهزؤوا منه، لطاحت عقولهم، وانخمدت رؤاهم، فتركتهم، وتوجهت نحو السهل، حيث ترقد الصخرة التي تعانق صديقنا غريب الأطوار، لا لشيء، سوى أنني احتاج إلى حالة من السهوم، تدفعني لسؤال الصخرة عملا بغرابة النصيحة التي أسداها لي ذاك الرجل.

وجدته هناك، يجلس كعادته، غارقا في السهوم المبطن، اقتربت منه، وبدأت أحدثه عن جذور التين، وأسهبت بوصف المتانة والخبرة التي تملكها الجذور، وانقلبت فورا إلى إسهاب مفرط لوصف هشاشة الأغصان، ولأول مرة منذ عهد بعيد، أدار رأسه وتبسم، كانت ابتسامته تحمل مواصفات الشخصية الروائية، دون تجميل أو تنميق، وبدت الملامح عن قرب، مع اختلاطها بالابتسامة، نافرة، تخرج من عهود متشابكة متكاتفة، حتى انعقاد الجبين، كان يخفي بين الطيات مشهدا أسطوريا ملفعا بهلام الغموض الذي يفيض نحو المجهول.

قال لي: أكثر الأمور تعقيدا أن تحاول الانحدار نحو الغباء، أو الإحساس بطبيعة تقودك نحو مفهوم يوحي لك بأنك غبي، الناس تعيش بسعادة مفرطة لأنها تمتلك الغباء، ضمن مكونات وجودها، تركيبتها القابلة للي والكسر والتهشيم، في كل لحظة وثانية، لكنك الآن تمتلك إدراكا جديدا يباعد بينك وبين امتلاك تلك النعمة، التي تبدو على الوجوه بسمات تشبه البسمة التي التصقت بوجودهم ساعة حدثتهم عن الصخرة، أنا كنت هناك، ليس بعيدا عنك، سمعتك وأنت تتحدث عن الصخرة، عن التشكيل الجديد للوجود، لماهية الزمن والمكان، رايتهم وهم يخفون الدهشة والانشداه، ثم رايتهم كيف اخرجوا كل ذلك ببسمة تكاد تجزم يقينا بجنونك المؤجج.

قلت: كنت سأحدثهم عن أنفسهم، عن بسمتهم، كيف اختلطت باللحظات، بالهنيهات، بالأنفاس، بالصخرة، بي، بك، بالزمان والمكان، كنت سأحدثهم عن مشاعر الزمن، عن غضب الأرض التي غطتها الصخرة فحالت بينها وبين الشمس، وكنت سأحدثهم عن غضب الصخرة ذاتها لأنها اقتلعت من مكانها الظليل لتصطلي بأشعة الشمس، بل وكنت سأسهب في وصف التناقض بين الغضبين، قلت لهم، إنني قادر على كتابة ألف صفحة حول المشهد، لكنهم تبسموا بسخرية، أوقعتني بشعور غريب، يتضارب مع كل ذلك، شعور الخجل، هل من الممكن أن يجتمع ما حدث مع الخجل؟ أم أن هناك شيئا خفيا انبت الخجل في ذاتي.

قال: أتدري، كنت قبل أيام أظن بأنني الوحيد الذي يسعى خلف انهيار النسمات، واختفاء الليل حين يأتي الصباح، لكنني الآن اشعر بالرضا، فهناك أنت، صحيح أننا لا نتشابه في الكثير، بل ربما نختلف في كل التفاصيل، لكننا نجتمع على حقيقة تأبى الانفصال عنا، أنا كنت ابحث هنا عن عزلة خاصة، تدفعني للحديث مع الصخرة، أو عين الماء، كنت أسعى للوصول إلى الغباء بكل ما املك من قوة، تحزمت بالصمت أمام الناس، وأسهبت بالتفاصيل مع الأشياء، قلت، لعل الجنون يأتي، فان كان الغباء مستحيلا، فليس أيسر من الجنون، هذا ما قاله لي احد المارة يوما، وحين تبعته، وجدته يدخل كهفا، استرقت السمع، كان يبكي، بحرقة، بألم مستبد قاهر متأجج، أحسست بالرجفة، توقفت النسمات التي كنت أطاردها، بدا الصدى القادم من داخل الكهف يتسرب إلى أعماقي، كل الدموع الساقطة اندفعت إلى أعماقي، تدحرج الألم إلى قلبي، أحسست بحاجة إلى البكاء الشديد، لكن النفس أبت، فتلوى الألم بداخلي كأفعى أرهقها سمها المشتعل حرارة، اندفعت إلى الداخل، التقت العيون، صمت ثقيل ممض، ثم نهض، امسك بحفنة تراب ونثرها في المكان وهو يقول، كم من الوقت احتاج لتذروني هكذا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالأربعاء يناير 14, 2009 10:25 pm

ترددت نحو الكهف كثيرا، كنت ابحث عنه، لا اعرف لماذا أحسست انه جزء من تكويني، أحسست به يعوم بداخلي، بطريقة زئبقية ثقيلة، لكني لم أجده، كل ما كنت اسمعه صوت البكاء القابع بأعماق الكهف، ربما يأتي يوم وأخذك إلى هناك، أنا واثق بأنك ستسمع صوت البكاء، لكن غيرك لن يسمع.

جذور التين التي حدثت الناس عنها، عن خبرتها، تحمل ملامح ذاك الشخص الغريب، لكنك لم تشعر بذلك، لأنك تحدثت إلى من لا يعلم عن الجذر القادر على التوزع بين طيات الأرض والصخر، بين أساسات البيوت والأسوار، لتشارك الناس أسرارها، فهي تمتد لتعرف، لتحيا، لتقول أشياء وأشياء، لكن الجذور مثلك ومثلي ومثل الغريب، تحاول بكل ما تملك أن تصل إلى نقطة الجنون، فتفشل.

قلت: أنا وأنت نختلف، في كل شيء، قد يبدو للوهلة الأولى أننا نلتقي في البحث عن التفاصيل الغارقة بالنسيان، بالإهمال، بعدم الملاحظة والاكتراث، لكننا نختلف في الهدف، أنت تنظر لكل شيء من ناحية خاصة، فيها غموض مبهم، لا يعترف بالواقع، ولا يبنى على المحسوس إلا من خلال انبثاقه من اللامحسوس، أما أنا، فان الأشياء التي ابحث عنها، أطاردها، ألاحقها، متصلة بشيء من رغبة عارمة للخوض بمرحلة الغموض من اجل امتلاك الألم المحشو بالوجع، أنا ابحث عن أشياء لا يعرفها الناس، تماما مثل الصخرة التي خرجت من باطن الأرض، لتشكل وجودا جديدا للواقع المرئي وغير المرئي، لذلك تراني اغرق بتفاصيل الواقع الجديد بكل تفصيلاته، كواقع الجغرافيا المتغيرة بتغير المكان بعد صعود الصخرة إلى السطح، واستطيع أن أسعى خلف تفاصيل كثيرة لم تكن موجودة قبل ذلك، فانا استطيع الآن أن أقول خلف الصخرة وأمامها، تحت الصخرة وفوقها، على بعد ميل من الصخرة أو ميلين، ولو أردت الاسترسال بذلك وما شابه ذلك، فإنني استطيع أن اسحب الزمن والجغرافيا بصورة متحركة تنتقل من ساعة إلى ساعة، لأخرج تفاصيل جديدة للوجود، لا يمكن لغيري إخراجها، أنا ببساطة ابحث عن تفاصيل تتعلق بي لوحدي، تشهد باني صانعها ومكونها، فاتح زمنها وأرضها للناس، بصورة غير معهودة، لم يتنبه لها الناس من قبل، لكنها أصبحت بعد إخراجي مادة وجود وحياة، بالإعجاب أو السخرية، الأمر سيان، لأنها أخذت من مساحة العقل والزمن والمكان والأثير حيزا غير محدود.

ولو أردت الاسترسال لصنعت من السخرية مادة جديدة، وكذلك من الإعجاب، لاستطيع إحياء فكرة من فكرة، وجود من جود، وهكذا إلى تنتهي الحياة ويتوقف العمر.

دعني أسألك سؤالا غريبا، هل تستطيع أنت وكل أهل الأرض، أن تعيدوا إحساس الناس يوم سخروا مني؟ وهل تستطيعون استعادة نفس الإحساس الذي انتابني يوم ذاك؟ الثواني التي مرت وانقضت، اندثرت في عالم الخفاء، أصبحت من أكثر المستحيلات استحالة، وكذلك العمر الذي انقضى من كل الناس الذين شكلوا المشهد في تلك اللحظات، هل أدركت الفرق بيني وبينك؟ بين ما ابحث عنه أنا، وبين ما تبحث عنه أنت؟

أنا ببساطة انظر إليك أنت تحديدا، نظرة قصصية، أريد البناء عليها، استلهم التفاصيل الدقيقة جدا، من صخرتك، من نبع الماء، من الصخرة التي أصبحت واقعا فوق الأرض، من جذور التين، من الناس الذين شاركوا بالمشهد، من الكهف والدموع، ومن أشياء متنافرة مختلفة، استلهم كل ذلك، من اجل دمجه بصورة مطلقة مع شخصيتك التي أريد تركيبها، بنائها، لاخرجها للقارئ بصورة خاصة، تعيش بداخلي، بعقلي، وفق دفقات الألم المتكور كعقد الساحرات اللواتي ينفثن بأعماقي ظمأ البحث عن الم يكمن بتفاصيل جديدة.

قال: اليأس يعيش مع الكلمات، كم من المرات تحولت من إصبع إلى فعل؟ أظن ليس كثيرا، بل وربما كنت تتقن فقط ما يتقنه الناس، بالسليقة، بالعادة، الفرق بين أن تتقن فعل الأشياء وبين أن تحمل القلم هائل، هذا لا يعني بان القلم ليس فعلا، لكن الصفحات هي التي تحول القلم إلى حقيقة من الوجود، بما تحمل من أفكار، من قدرة على التأثير في مسار الحياة، في نفوس الناس، في إنضاج الحرية إلى حد الانتقال من معرفة الظلم إلى مرحلة الإحساس فيه، هكذا قال غيفارا، الذي تنقل بين مساحات الأرض للحصول على الحرية، ليس لوطنه، بل للأوطان الأخرى.

المهم، أنت تبحث عن مادة للرواية، للقصة، أليس من المفروض أن تكون هناك شخصية، وحدث، وعقدة، وحشو وحل، أنت تتحدث عن جذور التين والفرق بينها وبين الأغصان، عن الصخرة وتحول الزمن، وانبثاق وجود جديد، تتحدث عني، هل كل هذا يشكل قصة أو رواية؟

قلت: لماذا علي أن انساق وراء ما قلت، كثير تحدث عن الرواية والقصة بما قلت، ولكن، هل علي أن اقبل بذلك؟ أن ازحف خلف خطوات ربما أكل الزمن حيثياتها كلها؟

جذور التين وحدها رواية، رجل الكهف رواية، أنت رواية من نوع جديد، علي أن اخترق كل الخطوط القديمة لأجعل الفكرة هي المسيطرة على الصفحات، بعيدا عن التماس أو اختراع شخصيات ايجابية، من خيال متقد، مفعم بالحلم الساكن أعماق هواجسنا المضطربة، المولودة من واقع يائس، لماذا على أن اصدق شخصية الطروسي، التي خرجت من الحلم المنهك المرهق، لترسم خطوات لا يصنعها إلا الخيال الموبوء بالحلم الايجابي، لماذا علي أن أعيش واصدق شخصية الهجان، التي أتت من قعر هزيمة الفكرة التي تأسست من هزيمة الأمة؟

أنا اكتب عنك أنت، كمثل اعشقه، ينأى عن المجتمع، ينظر إلى الأمور من بصيرة الصمت والتأمل، بقدرة الانزواء عن عالم يفيض بتفاهة الفكرة والممارسة والفعل والكتابة، اكتب عن دموع صاحب الكهف الذي سمعت بكاءه وهو يسأل متى سيتحول إلى رماد، اكتب عن الصخرة التي خرجت لتصنع رغم انف العالم بأسره واقعا جديدا في الوجود، واكتب عن جدول الماء المنساب من تحتك، من تحت صخرتك التي حملت هموم الجبال والنسمات والسهول بصمت موصول بصمت، أتدري لماذا؟ لأنها أدركت أن قيمة الإنسان ضئيلة، اقل من أن تقبل بالتحول من الجماد إلى الإنسان.

أنت كغيرك من الناس، تلهثون خلف الشخصية التي يصنعها الراوي من خياله، في لحظة عجزه وانهياره ويأسه، وإلا فبأي المقاييس تكون شخصية الطروسي أو سعيد حزوم، متوافقة مع الواقع، مع الحقيقة، كيف لم تتنبهوا بأنها مصنوعة من سراب يقود إلى مساحات هائلة من الوهم المفتوح المتتالي، ربما لأنكم تبحثون عن الخلاص من يأس أنفسكم تبحثون عن خرافة البطولة، عن وهم الشخصية التي تستطيع تعويضكم عن عجز مقيم بكل ما تملكون من وعي الهزيمة والاندحار، لو تأملتم رواية كوخ العم توم، لأدركتم وبعمق اليقين بأنها فتيل الحرب الأهلية في الجنوب الأمريكي، ولو عرفتم رواية رسائل من منزل الأموات، لأدركتم بأنها كانت تتجه نحو الإطاحة بظلم القياصرة في روسيا، والروايتان لم تتناولا ولو للحظة واحدة، أسطورة بطولة الرواية العربية، ولم تتناول ابتذال الفكرة وتسطيحها من اجل الشهرة أو المال.

هارييت بيتشر ستو، ودوستويفسكي، عاشا حياة الناس، أدركا عمق التحطم الوجداني، وأدركا ببصيرة لا تقبل الشك أو النقض، أن الانغماس والإغراق بتفاصيل الواقع، تحمل الفكرة السامية التي يجب أن تحتل الرواية، دون الحاجة إلى الإغراق في محاولة صقل شخصية تحمل مواصفات السراب والخيال والهزيمة.

وأنا أحاول بكل ما املك الابتعاد عن تلك الشخصيات الغارقة بالوصف المتهالك، لذلك أرى فيك أنت، ورجل الكهف مادة حية، وفي نفسي مادة أخرى، تلتقي وتختلف مع شخصيتك ورجل الكهف بأشياء، وتختلف بأشياء، سأحدثك عنها لاحقا، وربما اصمت، الأمر مرهون بالدفق القادم منكما، لكن الآن دعني أعود إلى جذور التين من جديد.

لماذا استطاعت جذور التين، بكل ما تملك من قوة، أن تخترق الصخر والاسمنت، لتمد جذورها حول الصخور وحول المنازل، ولتوزع وجودها هنا وهناك في باطن الأرض؟ لأنها ببساطة أدركت أن مأساة العم توم كانت في بقاءه على نفس البقعة من الأرض التي حوت عبوديته، ولأنها عرفت أن ساكن منزل الأموات، أيضا لم يشق الجدار ليخرج حيث النور، حيث الشمس، لذلك أرست جذورها، اخترقت طبقات الأرض، زاحمت الصخر والاسمنت، فتعالت، تسامقت، وحين أتت الحفارة لتنزعها من الوجود، خرجت الجذور من قاع الأرض إلى النور إلى الشمس، إلى الحرية، وأخرجت معها كما من التراب والأحجار والحصى، كما أخرجت تلك الصخرة التي أصبحت مكونا من مكونات الوجود الظاهر للنور والشمس والهواء.

هي أدركت المعادلة، بصمت، بدأب العمل الذي كان يتم تحت الأرض وبين الصخر والاسمنت، وقبلت، دون أدنى احتجاج مقولة متوارثة عن هشاشة أغصانها، فانتصرت، على قاع الأرض، وعلى ظاهرها، لكنها ظلت تنظر إلينا بازدراء، باحتقار، حين نشفت وقمنا بتهشيمها ظنا منا بأنها تلاشت واندثرت، في حين أن هباءها انتشر في الأرض من جديد ليمنح الجذور القابعة للأشجار السامقة استمرارية البقاء والوجود.

جذور التين هي الشخصية الأساس للقصة، أنت جزء بسيط من الحدث، لكن الصخرة تشكل محورا من محاورها المهمة، رجل الكهف جزء بسيط، الناس المحيطة بالوطن، ربما لا تشكل شيئا منها، لكن الأب الذي يعود بعد حلول الظلام ويقرفص بقدميه المهدودتين من التعب والألم ليقبل أطفاله النيام، هو الشخصية المشتركة بين الحدث وبين جذور التين وبيني وبينك، والاهم بين الحروف والصفحات.

قال: أنت تستحق الشفقة أكثر مني ومن رجل الكهف، أنت مأساة جديدة، من نوع خاص، تتعمق في اختراع العذاب والألم، في ابتكار ألوان العذاب والوجع، أنت حقا تحيا بلا هدف، قد يكون هناك هاجسا يخفق بأعماقك بوجود هدف ما، تعيش فيه ومن اجله، لكن تفاصيل وجهك وأنت تتحدث، تشابه تفاصيل راسلينكوف لحظة تخطيطه للجريمة، ولحظة انقلابه وندمه على النقود التي منحها للشرطي كي ينقذ الفتاة من براثن المتسكع، لكن شيئا ما يدور كهالات من وهج البرق يظهر ويختفي حول جسدك، ربما هي الصاعقة، وربما هو نذير ما، غامض ومجهول، يستعد للظهور والبقاء، كما ظهرت جذور التينة.

لكن المؤكد، أن بينك وبين الجنون مساحة بعيدة، فلا ترهق نفسك بالبحث عن ساعة جنون أو غباء، بل ابحث عن مساحات جديدة تبعدك عما يعيش فيك ويكبر، كجنين خرافي يتمدد دون طول أو تضخم، بل ينتشر بكل جزء فيك ليصبح المكون الوحيد لما هو بَينٌ منك وظاهر.

قبل اليوم كنت اشعر بثقلك من مطاردتي، وكنت اسأل نفسي كثيرا، ما الذي يدفعك للاقتراب مني؟ اليوم فقط عرفت أن مصطفى سعيد لم يكمل هجرته إلى الشمال، بل بقي على ارض طفولته الموبوءة بنهايته الغريبة.

قلت: وهكذا ستبقى أنت، ورجل الكهف، وأنا، في الأرض التي اخترعناها لتمنعنا من الهجرة إلى حيث الهجرة، أنت افترشت الصمت والانزواء، ورجل الكهف افترش الدموع، وأنا افترشت الحروف والوجع والألم، تحدثنا عن الصخرتين، عن جذور التين، عن عين الماء، وعدنا لنعيش حالة الشفقة، على بعضنا، دون أن ندرك بان الشفقة هي مكون من مكونات اليأس، من مكونات القنوط، مصطفى سعيد بقي في أرضه الموبوءة بنهايته، لكن غيفارا، خرج من قمقم الأرض إلى الفضاء، تماما كجذور التين، وحين تهشم، توزع على الكون، ليمد الناس بغذاء البقاء والاستمرارية.

قال: قلت بأنك ستحدثني عن الافتراق والالتقاء بين شخصيتك وشخصيتي وشخصية رجل الكهف.

قلت: قد حدثتك، والآن أدرك تماما، لماذا عافت الصخرة وجودك فوقها. وعاف الكهف ساكنه.

قال: ألن تكمل؟

قلت: ربما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالأحد يناير 18, 2009 10:24 pm

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 54 أنا المَنْسيُّ / بين الليلِ والنجوى /
يزغردُ في دمي إرثُ القبائلِ /
يصطفيني الشعرُ والوجعُ المعتَّقُ في الردى /
سهماً لإيقاعِ الضحى بين الرمادِ وضحكةِ الميلادِ في رَجْفِ الولادةْ.

غارت الصحراءُ من رجفِ احتضاري /
أرَّخَ المتسكِّعونَ ضياعَهم في خطوتي /
ولِدَ السوادُ على انتظاري /
وانتهى فجرُ الخليقةِ في مداري /
حطَّت الأنواءُ في رجفِ الرياحِ على غباري /
وانثنى برقٌ وعاصفةٌ / تفتَّتَ في دجايَ الظلُّ شمعاً للهدايةْ .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالأحد يناير 18, 2009 10:25 pm

أنا المنسيُّ /
حاكمني الصدى في الليلِ/
أرَّخَني ذبولُ الحلمِ /
حطَّتْ فوقَ كفيَّ السنونو:

خطايَ نهرٌ عاشقٌ
ويداي ظلُ الله في نهرِ الرمادِ
وقلبيَ العاري سماءُ المغفرةْ
وحدادُ صيفِ الأولينَ /
ضراعةُ التسآلِ في صلواتِ من ماتوا/
بكاءٌ في ممرٍّ ضيِّقٍ لليلِ /
طفلٌ رضيعٌ في العراءْ
صوتٌ بلا لغةٍ /
وحرفٌ دونما إيقاعْ
لونٌ في مهبِّ الريحِ
ساقَتْهُ العيونُ إلى الردى .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالأحد يناير 18, 2009 10:26 pm

أنا المنسيُّ / بين الريحِ والمأوى ،
ولا مأوى يزيِّنُ ما تبقَّى من نشيجِ خطاي /
فاتحتي كتابُ الريحِ /
ضرعُ الظلِّ في الوجعِ المقدَّسِ /
برقُ حُمَّى في المفاصل /
والدروبُ عروقُ روحي في العراء.

جنازةُ الميناءِ تشرقُ في الصدى ..
والمدى نَوْحُ الغبارِ إلى الهدى
ضاعَ الذينَ مررْتُ في كلماتِهمْ ،
ونسجْتُ أحلامي سدى /
كفَّ المصلونَ الحيارى / أبَّنو صوتَ السماءْ
وهرعْتُ من نجمٍ إلى نجمٍ / أؤرِّخُ ما تبقَّى من ضياءِ /
لعلَّ خاتمتي بكاء الأنبياءْ .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالأحد يناير 18, 2009 10:27 pm

أنا المنسيُّ / يعترفُ الغيابُ /
وتصمتُ الدنيا على تعبِ الحضورِ /
وتنزفُ الأصواتُ في رئتيَّ ، تُخْتَزَلُ العصورُ /
وتنبري الريحُ الغريرة في تشظِّي السحرِ/
وشوشةُ القبورِ .. فأعترفْ
أن المسافةَ بين بابلَ واللغهْ
مثلُ المسافةِ بين أحلامِ الحمامِ وبين صورْ .
وأعترفْ
إني على مرمىً من القتلِ الشهيِّ
بينَ عينِ الأزمنةْ ..
ونواحِ مأساةِ العصورْ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالأحد يناير 18, 2009 10:27 pm

أنا المنسيُّ بينَ الله .. والهضباتِ /
رامُ الله تنفتحُ ……
الطريقُ الى الصليبِ معلَّقٌ في الريحِ /
والروحُ امحاءُ الصمتِ في نهدينِ أرضعتا جياعَ الأزمنةْ .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للثرثرة .   دعوة للثرثرة . - صفحة 15 Emptyالأحد يناير 18, 2009 10:28 pm

أنا المنسيُّ أعترفُ
الطحينُ يضيءُ كابوساً من النجوى ..
وتختمرُ الدلالةُ في اللغةْ .

هيِّئي يا أرضَ كنعانَ السريرَ /
وزنِّري الميلادَ بالتقوى /
فللموتِ احتضارٌ في العراءِ /
وجثَّتي وطنُ المدى والماءْ .

هيِّئي يا أرضَ كنعانَ الكفنْ /
فالبحرُ يغرقُ في شراعِ العينِ /
والموتُ اشتعالُ الروحِ في نزفِ المحنْ .

هيِّئي يا أرضَ كنعانَ الجنازةْ
فالأرضُ مالَتْ عن حياءِ نَجيِّها
والدهرُ قالَ هباءَه /
وامتدَّ في النسيانِ تيهاً لا يصلْ
بل قد وصلْ .

للأربعينَ نبوَّةٌ
والنزفُ من كفِّ الزمنْ .

للأربعينَ وصيَّةٌ ؛
والسحرُ قادَ الأرضَ من يدِها الى بيتِ المحنْ

للأربعينَ جنازةٌ ؛
قد عبأتْ وطناً بأحشاءِ الكفنْ .

يا أرضَ كنعانَ التي في شجوِها
كتبتْ عصافيرُ التمنِّي /
ما يلذُّ وما يُميتُ ومايُمَنِّي /
كيفَ أعرفُ أنني في خصرِكِ العسليِّ
برقٌ يستحيلُ على اللغةْ ؟!

ويشاطرُ السحرَ المقدَّسَ في طراوةِ أبجديَّتِكِ
الطليقةِ والطريدةِ في لهاثِ العمرِ /
يكبرُ السحرُ المجفَّفُ /
يُشْرِقُ المعنى لأنَّا /
كالعناءِ بلا نهايةْ /
يا أرضَ كنعانَ البداية .

تائِهاً " موسى " وتُهْتُ
وضائِعاً " موسى " وضِعْتُ
وجائعاً " موسى " وجعتُ
ومائِتاً " موسى " ولِدْتُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com
 
دعوة للثرثرة .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 15 من اصل 24انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 9 ... 14, 15, 16 ... 19 ... 24  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العيون :: بيت العيون :: استراحة الأعضاء-
انتقل الى: