منتديات العيون
أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 829894
ادارة المنتدي أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 103798

منتديات العيون
أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 829894
ادارة المنتدي أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 103798

منتديات العيون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات العيون

أقلام تنزف بالإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضائك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي
اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )[سورة البقرة].
اللهم اجعلنا ممن تواضع لك فرفعته واقبل تائباً فقبلته وتقرب لك فقربته وذل لهيبتك فأحبته وسألك سؤاله فأعطيته وشكى لك همه ففرجته وسترت ذنبه وغفرته ... امين
يطيب لإدارة منتديات العيون أن تبعث بأعذب التهاني والتبريكات لأعضائها الكرام بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك ,سائلين المولى العلي القدير أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمالويعيده علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات.وكل عام أنتم بخير

 

 أوراق خضراء: مقالات مُختارة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2

ما رأيك في الفكرة ؟
مفيدة
أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Empty100%أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Empty
 100% [ 5 ]
غير مفيدة .
أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Empty0%أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Empty
 0% [ 0 ]
مجموع عدد الأصوات : 5
 

كاتب الموضوعرسالة
عمر منير
المدير العام
عمر منير


عدد الرسائل : 6896
ذكر
العمر : 47
البلد : حجرتي
الثور

أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: أوراق خضراء: مقالات مُختارة   أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 13, 2008 3:05 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

أوراق خضراء: مقالات مُختارة
.............................

وأنت تطالع مجلة أو كتاباً تستوقفك بعض المقالات والقصائد والقصص، فتتمنى لو قرأها غيرك من الكتاب والمبدعين، في هذا المكان سنقدم لك بعضاً مما يُصادفنا:


ـــــــــ



(1) أوربا والإسلام

بقلم: أحمد حسن الزيات (1)
...........................

«شيّع الناس بالأمس عاماً قالوا إنه نهاية الحرب، واستقبلوا اليوم عاماً يقولون إنه بداية السلم، وما كانت تلك الحرب التي حسبوها انتهت، ولا هذه السلم التي زعموها ابتدأت، إلا ظلمة أعقبها عمى، وإلا ظلماً سيعقبه دمار!
حاربت الديمقراطية وحليفتها الشيوعية عدوتيهما الدكتاتورية، وزعما للناس أن أولاهما تمثل الحرية والعدالة، وأخراهما تُمثل الإخاء والمُساواة، فالحرب بينهما وبين الدكتاتورية التي تمثل العلو في الأرض، والتعصب للجنس، والتطلع إلى السيادة، إنما هي حرب بين الخير والشر، وصراع بين الحق والباطل. ثم أكدوا هذا الزعم بميثاق خطّوه على مياه «الأطلسي» واتخذوا من الحريات الأربع التي ضمنها هذا الميثاق مادة شغلت الإذاعة والصحافة والتمثيل والتأليف أربع سنين كوامل، حتى وهم ضحايا القوة وفرائس الاستعمار أن الملائكة والروح ينزلون كل ليلة بالهدى والحق على روزفلت وتشرشل وستالين، وأن الله الذي أكمل الدين وأتم النعمة وختم الرسالة قد عاد وأرسل هؤلاء الأنبياء الثلاثة في واشنطن ولندن وموسكو، ليدرأوا عن أرضه فساد الأبالسة الثلاثة في برلين وروما وطوكيو!
وعلى هذا الوهم الأثيمِ بذلت الأممُ الصُّغرى للدول الكبرى قسطها الأوفى من الدموعِ والدماءِ والعرق؛ فأقامت مصرُ من حريتها وسلامتها في «العلمين» سدا دون القناة، وحجزت تركيا بحيادها الودي سيل النازية عن الهند، وفتحت إيران طرقها البحرية والبرية ليمر منها العتادُ إلى روسيا، ولولا هذه النعم الإسلامية الثلاث لدقّت أجراسُ النصر في كنائس أخرى!
ثم تمّت المعجزة، وصُرع الجبارون، ووقف الأنبياء الثلاثة على رؤوس الشياطين الثلاثة يهصرون الأستار عن العالم الموعود، وتطلّعت شعوب الأرض إلى مشارق الوحي في هذه الوجوه القدسية، فإذا اللحى تتساقط، والقرون تنتأ، والمسابح تنفرط، والمسوح تُنتهك؛ وإذا التسابيح والتراتيل عُواء وزئير، والوعودُ والمواثيقُ خداعٌ وتغريرٌ، وإذا الديمقراطية والشيوعيةُ والنازيةُ والفاشيةُ كلها ألفاظٌ تترادفُ على معنى واحد: هو استعمارُ الشرقِ واستعبادُ أهله!.
إذن برِحَ الخفاء وانفضح الرياء، وعادت أوربا إلى الاختلاف والاتفاق على حساب العرب والإسلام!
هذه إيرانُ المسلمة، ضمِن استقلالَها الأقطابُ الثلاثة، حتى إذا جَدَّ الجد تركوها تضطرب في حلق الدب، ثم خلصوا نجيا إلى فريسة أخرى!
وهذه تركية المسلمة، واعدوها وعاهدوها يوم كانت النازية الغازية تحوم حول ضفاف الدردنيل، وهم اليوم يخلونها وجهاً لوجه أمام هذا الدب نفسه يطرق عليها الباب طرقاً عنيفا مخيفاً ليُعيد على سمعها قصة الذئب والحمل!
وهذه أندونيسيا المسلمة، آمنت بالإنجيل الأطلسي، وقررت أن تعيش في ديارها سيدة حرة؛ ولكن أصحاب الإنجيل أنفسهم هم الذين يقولون لها اليوم بلسان النار: هولندا أوربية، وأندونيسيا أسيوية، ونظرية الأجناس هي القانون النافذ على جميع الناس.
وهذه سورية ولبنان العربيتان، أقرّ باستقلالهما ديجول، وضمن هذا الإقرار تشرشل، ثم خرجت فرنسا من الهزيمة إلى الغنيمة، واختلف الطامعان فخاس المضمون بعهده، وبرّ الضامن بعهده. ثم قيل إنهما اتفقا! واتفاقهما لن يكون على أي حال قائماً على ميثاق الحريات الأربع!
وهذه فلسطين العربية يفرضون عليها أن تؤوي في رقعتها الضيقة، الشريدَ والفوضويَّ واللصَّ، وفي أملاكهم سَعة، وفي أقواتِهم فضل! ولكنهم يضحون بوطن العرب لعجل السامريِّ الذهب، ويتخلصون من الجراثيم بتصديرها إلى أورشليم!
وهذه أفريقية العربية، يسمعون أن ديجول (أخا جان دارك) قد حالف على أهلها الخوف والجوع، ثم انفرد هو بمطاردة الأحرار حتى ضاقت بهم السجون والمقابر، ولا يقولون له: حسبك! لأن السفاكين أوربيون يؤمنون بعيسى، والضحايا أفريقيون يؤمنون بعيسى ومحمد!
بل هذه هي الأرض كلها أمامك، تستطيع أن تنفضها قطعة قطعة، فهل تجد العيون تتشوّف، والأفواه تتحلّب، والأطماع تتصارع إلا على ديار الإسلام وأقطار العروبة؟ فبأي ذنب وقع خُمس البشرية في هذه العبودية المُهلكة، وهو الخمس الذي انبثق منه النور، وعُرِف به الله، وكُرِّم فيه الإنسان؟ ليس للثلاثمائة مليون من العرب والمسلمين من ذنب يستوجبون به هذا الاستعمار المتسلط إلا الضعف، وما الضعف إلا جريرة الاستعمار نفسه. فلو كان المستعمر الأوربي صادق الحجة حين قال: إننا نتولّى شؤون الشرق لنقوى الضعيف ونعلِّم الجاهل وندفع المتخلف، لوجد من العرب سنداً قويا لحضارته، ومن الإسلام نوراً هادياً لعقله؛ ولكنه ورث الخوف من الإسلام عن القرون الوسطى، فهو يُسايره من بعد، ويُعامله على حذر. وإذا عذرنا قسوس العصور المظلمة فيما افتروا عن جهالة، فما عذر الذين كشفوا الطاقة الذرية إذا جمدوا على الضلال القديم، وكتاب الله مقروء، ودستور الإسلام قائم!!
لقد فشلت مذاهبهم الاجتماعية كلها، فلم تستطع أن تُخلِّص جوهر الإنسان من نزعات الجاهلية الأولى؛ فلم يبق إلا أن يجربوا المذهب الإسلامي ولو على سبيل الاقتباس أو القياس.
لا نريد أن نقول لهم: أسلموا لتحكموا، وتعلَّموا لتعلموا، فإن هذه الدعوة بعتاقها عن الغاية القريبة عوائق من العصبية والوراثة والتقاليد والعادة؛ ولكنا نقول لهم: تصوروا نظاماً واحداً يصلح لكل زمان ومكان، ويقطع أسباب النزاع بين الإنسان والإنسان: يوحِّد الله، ولا يُشرك به أحداً من خلقه؛ ويقدِّس جميع الشرائع التي أنزلها الله ولا يُفرِّق بين أحد من رسله، ويُؤاخي بين الناس كافة في الروح والعقيدة لا في الجنس والوطن: ويُسوِّي بين الأخوة أجمعين في الحقوق والواجبات، فلا يميز طبقة على طبقة ولا جنساً على جنس ولا لوناً على لون، ويجعل للفقير حقا معلوماً في مال الغني يؤويه إليه طوعاً أو كرهاً ليستقيم ميزان العدالة في المجتمع، ويجعل الحكم شورى بين ذوي الرأي فلا يحكم بأمره طاغ، ولا يُصر على غيه مستبد، ويحرر العقل والنفس والروح فلا يقيد النظر، ولا يحصر الفكر، ولا يقبل التقليد، ولا يرضى العبودية، ويأمر معتقديه بالإقساط والبر لمن خالفوهم في الدين وعارضوهم في الرأي، ويوحد الدين والدنيا ليجعل للضمير السلطان القاهر في المعاملة، وللإيمان الأثر الفعّال في السلوك.
وجملة القول فيه أنه النظام الذي يحقق الوحدة الإنسانية، فلا يعترف بالعصبية ولا بالجنسية ولا بالوطنية، وإنما يجعل الأخوة في الإيمان، والتفاضل بالإحسان، والتعاون على البر والتقوى. فإذا تصوّرتم هذا النظام، فقد تصورتم الإسلام. وإذا أخذتم به فقد اطمأن العالم المضطرب، واستقر السلام المزعزع. ولا يعنينا بعد ذلك أن تُطلقوا عليه لفظاً يونانياً أو لاتينيا ما دمتم تسلمون وجوهكم إلى الله، ولا تُسلمون قيادكم لمحمد!
ـــــــــــــ
(1) *المصدر: أحمد حسن الزيات: أوربا والإسلام، مجلة «الرسالة»، (العدد 653) في 7/1/1946م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ouyoun.yoo7.com

كاتب الموضوعرسالة
سلسبيلة
عضو فعال
عضو فعال
سلسبيلة


عدد الرسائل : 2116
انثى
العمر : 38
البلد : الجزائر الحبيبة
العذراء

أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة   أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Emptyالأربعاء يناير 21, 2009 11:11 pm


"وقفات مع دواوين معاصرة"

تأليف الدكتور شهاب غانم
** الشعر منذ كان هو صدى النغم الداخلي في وجدان الشاعر.. وهو الترجمة الحية لكل ما ينفعل به هذا الوجدان.. من فرح وحزن وسعادة وشقاء، إنه يقظة الإحساس ووثبة الشعور وصحوة الأمنيات، تهدهد المبدع وتمد إليه خيوط الأمل، ليصعد إلى آفاق اليقين.

وهذا شاعر.. يطرح شباكه في جداول الشعر الممتدة عبر أقطار الوطن العربي، ليعود إلينا بزاد شهي.. يمنحنا القدرة على مواصلة الرحلة بين صخور العطاء.

* في كتابه القيم (وقفات مع دواوين معاصرة) يقدم لنا الشاعر الدكتور شهاب غانم أكثر من عشرين ديواناً شعرياً صدرت في العقدين الماضيين لشعراء من الإمارات العربية والسعودية وسورية ومصر واليمن.. وفي هذا ما فيه من تمثيل لبعض مظاهر الوحدة العربية، نقطة الارتكاز التي يـدور حولها الإبداع الشعري في هذين العقدين، لا سيما وقد كشر الغرب عن أنيابه وغرس مخالبه بقسوة في القلب منا.. متستراً في فلسطين وبلاد الرافدين.

يؤكد المؤلف أن ما أورده في كتابه ليس نقداً.. وإنما هو قراءات أولية انطباعية تستند إلى الذوق الخاص، قدمها في مجموعات حسب البلدان العربية التي ينتمي إليها الشعراء، مع الحرص على ترتيب هذه البلدان، وترتيب الشعراء الذين اختارهم منها أبجدياً.

أحسب أن كتاباً كهذا قد أكد أهميته بتجميع هذا الشتات الإبداعي بين دفتيه والذي تتلاشى فيه الإقليمية. كلما أبحرنا بين سطوره ووازنا بين ما قاله الشامي والمصري، وما أبدعه السعودي والإماراتي واليمني.. نفس المشاعر ونفس الأحاسيس، ونفس الهم العام والخاص، ونفس المفردات الحياتية التي توحد الزمان والمكان في هذه البقعة من الأرض، ناهيك عن اللغة التي التحمت عناصرها واتحدت جزئياتها، فصارت سيمفونية تتراقص القلوب على نغماتها المتجانسة.

يقول شاعر الإمارات حمد بن خليفة أبو شهاب في ديوانه (الهزار الشادي) بعد نكسة حزيران:

إن العروبة نخوةٌ وبطولةٌ بل عفةٌ ومروءةٌ وزمار

فإذا تمسكت العروبة بالهدى نهضت تبارك سعيها الأقدار

وأحسب أن الوحدة التي نستهدفها، إنما تقوم على قواعد راسخة من الدين والأخلاق والمثل الرفيعة، لتعبر عن الآمال الطموحة لأمة سادت بإيمانها أزماناً.. من هنا يتحول هتاف الشعراء إلى طلقات حارقة، وهذا ما حققه الشاعر السعودي الدكتور عبدالرحمن العشماوي في ديوانه (شموع في زمن الانكسار) حيث يقول:

ووقفت حين رأيت طفلاً شامخاً قاماتنا من حوله تتقزم

في كفه حجرٌ وتحت حذائه حجرٌ ووجه عدوه متورم

سكت الرصاص فيا حجارة حدثي أن العقيدة قوةٌ لا تهزم
هنا يبرز التصوير الحي للعقيدة المتأججة، ويتوالى الحث على النضال المتوقد حين يقطر الشاعر المتمكن هذا النضال تحت الجذور التي تقاوم الجفاف والتصحر، ومن ثم فهو يخاطب اليهود، ساخراً منهم ومنا نحن في الوقت نفسه يقول:

اضربوا فالنسور صارت بغاثاً والهزار الجميل صار غراباً

اضربونا فقد غفونا وصارت في يدينا سيوفنا أخشاباً

وإذا كان هذا هو حال شاعرنا السعودي الكبير د. عبدالرحمن العشماوي.. فإن حال الشاعر السوري جاك شماس يدعو للعجب حقاً.. ذلك أن حب هذا الشاعر المسيحي للإسلام ولرسول الإسلام قد فاق الحدود.. حين يستهل ديوانه (هواجس في أعماق شاعر) بقصيدته «أوراق اعتمادي» ففي مطلعها يقول:

إني مسيحيٌ أجل محمداً وأجل ضاداً مهدها الإسلام

وأجل أصحاب الرسول وأهله حيث الصحابة موقفٌ وإمام

كحلت شعري بالعروبة والهوى ولأجل طه تفخر الأقلام

أودعت روحي في هيام محمد دانت له الأعراب والأعجام

نعم هو لم يبتعد كثيراً عن المدار الذي دار فيه من سبقوه من الشعراء المسيحيين أمثال القروي والأخطل الصغير، لكنه يؤكد على معنى بالغ الأهمية، وهو عروبته التي كحل بها شعره المعبر عن تفرده وصدقه مع فنه.

وبعد ذلك نلتقي بشعراء مصر من أمثال الدكتور حسن فتح الباب وعبدالمنعم عواد يوسف وعصام الغزالي وسعد دعبيس، وهم الذين فازوا بنصيب الأسد في هذا الكتاب القيم.. ونختار من بينهم الشاعر الدكتور سعد دعبيس في ديوانه (قصائد للإسلام والقدس) والذي يؤكد فيه أن أبعاد الوطن العربي المسلم لا تحدها حدود.. ذلك أن الوطن:

وطن الحر ليس أرضا وماء أو بيوتاً رفيعة البنيان

يا ابنة الحزن والنوى لا تراعي وأطلي فالفجر في الأفق دان

حيثما تُسألين: في أي أرض عن حدود البلاد والأوطان

فأجيبي: دعوا المعاجم تهذي وابحثوا في معاجم القرآن

وإذا كان شاعرنا الدكتور سعد دعبيس قد رسم إطاراً للوحدة أوسع من الحدود الوضعية الضيقة.. فإنما هو بذلك يؤكد معنى من أجمل معاني هذه الوحدة حيث يرتفع الأذان وتعلو كلمة الله.

ولعل من أدق معاني الوحدة هو الاستشهاد في سبيل الوطن.. ولا أحسب أن هناك ما هو أسمى من الدم يراق في سبيل تحقيق هذه الغاية، مما يلتفت إليه شاعر اليمن الكبير عبدالغني المقرحي الذي تؤرقه مشاعره الدينية وتجعله يطلق الآهات الجهادية، وهو يرى القدس وأجزاء أخرى من الوطن العربي تحت الاغتصاب، فيلقي باللوم على هذه الأمة التي أقعدها اليأس، وأحبطها التشرذم، فيصرخ ملتاعاً:

يا أمة نامت على صوت الرصا ص وصفقت نشوى لتصفيق القنابل

ثوري على الباغي فإن الفجر آت والدجى.. إن الدجى لا شك راحل

وهو لا يكتفي بهذا التعبير عن آلامه في ديوانه (من أوراق العمر) وإنما هو يقف حائراً أمام الذين جادوا بأرواحهم وقدموها فداء لأوطانهم، فيتغنى ببطولة الشهيد في تساؤل مرير:

كيف أرثيك إن قضيت شهيداً إن في الأرض والسماء لعيدا؟

كيف أرثى مجاهداً عاش حراً رابط الجأش حين عشنا عبيداَ؟

وإذا جاز لنا أمام خشيتنا من الإطالة والترهل أن لا نورد الشواهد من باقي شعراء اليمن الكبار من أمثال البردوني والشامي وسبيت، وكلهم يعرب عن إيمانه بالعروبة والإسلام والوحدة العربية. وشوقه الجارف إلى تحرير فلسطين من دنس الصهيونية، فإنه من العقوق إغفال الشاعر الرائد الدكتور محمد عبده غانم أول من يحمل الدكتوراه في اليمن وأول من اقترح استعمال كلمة بيتي لتحل محل كلمة عمودي في تعريفها للشعر التقليدي، حيث يقول شاعرنا الرائد في مسرحيته (سيف بن ذي يزن) التي تتناول غزو الأحباش لليمن في عهد ذي نواس، بعد أحداث الأخدود التي جاء ذكرها في سورة البروج، ومحاولة أبرهة الأشرم هدم الكعبة المشرفة كما جاء ذكر ذلك في سورة الفيل.

يقول ذو نواس على لسان شاعرنا الكبير الدكتور محمد عبده غانم في مواجهة سفير النجاشي:

قل للنجاشي يا سفير بأننا في أرضنا وفعالنا أحرار

أنا عامل اليمن العظيم وإنني في حكمه المتصرف القهار

لابد أن أحمي الديار من الأذى فالملك ما لم تحمه ينهار

لا تفصموا حبل المودة بيننا إن المودة حبلها جرار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ouyoun.yoo7.com
سلسبيلة
عضو فعال
عضو فعال
سلسبيلة


عدد الرسائل : 2116
انثى
العمر : 38
البلد : الجزائر الحبيبة
العذراء

أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة   أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Emptyالأحد فبراير 01, 2009 4:51 pm

كاريكاتير الشخصيات



احمد المهندس

يُعد الكاريكاتير أحد فنون الرسم التي تبرز عيوب أو سمات الشخصية أو الحالة الملاحظة بصورة مضخمة أو مبالغ فيها.. والغرض من الكاريكاتير الإصلاح الاجتماعي في الغالب، أو السخرية أحياناً من الآخرين عندما يكونون أكثر شهرة من أندادهم.
وفن الاسكتشات الكوميدية أو الكاريكاتير التشخيصي موجود منذ القدم، ولكن على نطاق محدود.. ولقد تعودنا في شهر رمضان أن تقدم لنا التلفزيونات والفضائيات العربية أكثر من برنامج لتصوير اسكتشات كوميدية أو كاريكاتير تمثيلي للسخرية من المشهورين في مجال الفن أو السياسة أو الإعلام أو الرياضة أو في جميع هذه المجالات.

ويعود نجاح بعض هذه البرامج إلى رغبة الناس في السخرية من الآخرين وانتقادهم، ولكن لابد أن يكون الممثلون على مستوى جيد من الأداء مع براعة الإعداد والتصوير.

وفي معظم الدول المتقدمة نلاحظ انتشار المسرحيات الساخرة والممثلين الذين يقلدون الشخصيات المشهورة في جميع المجالات، وخاصة في مجال الغناء والرياضة والسياسة.. وغيرها.

وبالرغم من أن بعض الممثلين يبالغون في تقليد هذه الشخصيات بشكل كبير، إلا أن غالبية هذه الشخصيات المشهورة يأخذون هذا التقليد بروح رياضية عالية، بل ويضحكون أحياناً على أنفسهم، لكنهم يدركون تماماً أن ظهورهم سواء في الكاريكاتير الصحفي أو في التمثيليات الساخرة أو التقليد المباشر هو دليل قوي على ما يتمتعون به من مكانة عند الناس.. ولو كانت هذه الشخصيات خاملة الذكر أو غير معروفة لما اهتم الرسامون بإبراز مواطن الضعف لديهم أو تضخيم صفاتهم، ولما قام أي ممثل كوميدي بمحاولة تقليدهم، وإبراز صفاتهم أو تضخيمها بشكل مضحك وسافر.

وعندما نشاهد مسرحيات عادل إمام أو دريد لحام أو مسلسل طاش ما طاش للفنانين ناصر القصبي وعبدالله السدحان أو تقليد داود حسين وحسن البلام لبعض الشخصيات.. فإننا نلاحظ مقدار ما يتمتع به أولئك الممثلون من قدرة كبيرة على تقمص الشخصيات وإبراز كثير من العيوب التي تحتاج إلى إصلاح في المجتمع أو إضحاك للجماهير من أجل التسلية أولاً وربما للفائدة أحياناً.

إن الإنسان المعاصر وخاصة في عالمنا العربي يحتاج إلى جرعة كبيرة من الكوميديا والسخرية من نفسه.. ومن غيره.. والسبب في اعتقادي يعود أولاً إلى أن الإنسان حيوان ضاحك وساخر.. لا يحب أن تكون حياته جادة كلها، وثانياً لأن حياتنا أصبحت مليئة بالمآسي والتراجيديا.

وإذا لم تصدقوني، فاستمعوا إلى الأخبار التي لا يسر أكثرها أحداً.. بل إنها تجعل حياتنا أكثر بؤساً ويأساً..

أفليس من الطبيعي أن نضحك قليلاً ونأمل كثيراً بدلاً من اليأس والشكوى!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ouyoun.yoo7.com
سلسبيلة
عضو فعال
عضو فعال
سلسبيلة


عدد الرسائل : 2116
انثى
العمر : 38
البلد : الجزائر الحبيبة
العذراء

أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة   أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Emptyالأربعاء مارس 18, 2009 7:04 pm

تسميم اللغة



كتب : رياض مصطفاوي

في خضم الأحداث المتسارعة لعالم اليوم، و في ظل الصراع بين الأمم على كل الأصعدة، يعلن كل طرف من أطراف لعبة الأمم حرب استنزاف لفرض سيطرته على أكبر مساحة جغرافية و بشرية على المعمورة، و من أصعدة النزاع الصعيد الثقافي و اللغوي باعتبار أن الثقافة و اللغة يمثلان إسم و لقب الأمة في بطاقة هويتها،



و في وقت تسعى فيه الأمم إلى النهوض بلغاتها و ثقافاتها، تقوم بعض الأيدي الخفية بتحريك خيوط مؤامرة على لغتنا العربية الهدف منها سلبنا الهوية، و ذلك من خلال برنامج منظم يسعى على المدى الطويل إلى ابتداع لهجات شعبية عشوائية يسمونها فيما بعد اللغة العربية، و المقلق في الأمر أن هذا المخطط صار يسير بخطوات متسارعة في السنوات الأخيرة، و المعضلة الكبرى أنه مدعوم بوسائلنا الإعلامية العربية، أي بأموال الشعب العربي دون أن يحس بذلك، و بصراحة و دون تحفظ، مع كل احترامي للشعب المصري العريق، إن السلاح الذي تحركه الأيدي الخفية لتظليل اللغة العربية في دهاليز العشوائية، هو الإعلام المصري، الذي يعتبر الإعلام العربي المرجعي للأمة العربية من خلال حجم إنتاجه و نوعيته التقنية، لكن هذا الإعلام تنازل عن رسالته النبيلة في السنوات الأخيرة من خلال تنازله عن اللغة العربية الأصيلة في أبسط الأمور، في منطق الحروف، فهو يستخدم في الكثير من أعماله التاريخية مثلا النطق الشعبي للحروف مقثل حرفي الجيم و القاف، و أعتقد أنه من العيب أن يقوم الإعلام المصري بهذه الخطايا في حق اللغة العربية عند إنتاجه لمسلسل عظيم كمسلسل أبو حنيفة النعمان من بطولة العملاق محمود يس، أن أن يقوم نفس الإعلام بدبلجة سلسلة كرتون باللهجة المصرية الشعبية، و كان من الأولى أن تؤدي سلسلة الكارتون هذه عدة رسائل من بينها تنمية المهارات اللغوية للطفل، و لا أعتقد أن الإعلام المصري الذي أنتج رائعة الرسالة و غيرها من الروائع الدرامية يعجز عن الحفاظ على أسس اللغة و الهوية العربية، إلا إذا كان يريد الإنسلاخ منها، فلماذا لا تقوم الجهات الإعلامية المصرية بتمويل العمل الدرامي و تترك الإنجاز للمحترفين في سوريا أو لبنان أو الأردن مثلا؟ أعتقد أنه لا عيب في ذلك، فالتلفزيون الجزائري مثلا عندما أراد تمجيد شخص عظيمة الثورة "لالة فاطمة نسومر" بعمل درامي محترف من خلال مسلسل عذراء الجبل، أوكل مهمة الإنجاز للإعلام السوري الذي يثبت قدراته على الإبداع مع الحفاظ على اللغة العربية الأصيلة عام بعد عام، و التلفزيون الجزائري رغم امتلاكه لإمكانات مادية هائلة و قدرات بشرية لا يستهان بها فضل التعاون لأن الهدف كان إنجاز عمل جيد، و ليس مجرد إنجاز عمل و السلام.



إن الشعب المصري و العديد من الشعوب العربية قد فقدت بعض حروف اللغة العربية مثل القاف و الجيم و الظاء و الذال، و إن استمرت بهذا النهج ستفقد كل اللغة مع مرور السنين، و المسؤولية كل المسؤولية في تنقية اللغة العربية من سموم التظليل اللغوي يتحملها التعليم بالدرجة الأولى، ثم الإعلام الذي يجب أن يواصل رسالة التنشئة و التعليم في صون لغة أهل الجنة، لغة الضاد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ouyoun.yoo7.com
الأسمر
عضو ماسي
عضو ماسي
الأسمر


عدد الرسائل : 314
ذكر
العمر : 39
البلد : الجزائر
الثور

أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة   أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Emptyالأربعاء مارس 18, 2009 7:07 pm

جميل بحثك يا سلسبيلة
شكرا لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلسبيلة
عضو فعال
عضو فعال
سلسبيلة


عدد الرسائل : 2116
انثى
العمر : 38
البلد : الجزائر الحبيبة
العذراء

أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة   أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Emptyالأربعاء مارس 18, 2009 7:47 pm

الأسمر كتب:
جميل بحثك يا سلسبيلة
شكرا لك


الهذا تركتني وحدي فالسجن ايها المتشرد
أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 322209 كي تكف عن التسكع

وساشكوك لجدي ايضا.

على العموم شكرا لك غير ان البحث لعمر وليس لي انا مجرد مشاركة فيه
اعتني بنفسك يا صديقي
موفق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ouyoun.yoo7.com
سلسبيلة
عضو فعال
عضو فعال
سلسبيلة


عدد الرسائل : 2116
انثى
العمر : 38
البلد : الجزائر الحبيبة
العذراء

أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة   أوراق خضراء: مقالات مُختارة - صفحة 2 Emptyالأحد أغسطس 16, 2009 7:29 pm



وكان الجواب شعراً
بقلم احمد بن عبد المحسن العساف




الشعر ديوان العرب وسجل حضارتهم ؛ حفظوا به الوقائع والمآثر وتعاقبوا على حفظه والاحتفال به جيلاً إثر جيل . وكان ظهور شاعر في القبيلة فتحاً " إعلامياً " يبتهج له السادة والفرسان ليكون شاعرهم الناطق الرسمي والمتحدث الوحيد عن مفاخر الحي كما يتولى مهمة الدفاع والذب عن أهله وجماعته .

وكم ارتقى بالشعر إنسان وعلا اسمه وكم طورد به آخر وغاب نجمه ؛ ورب رأس حصيد لسان كما قالوا في الحكم والأمثال وصدقوا . وكان للشعر سوق ومناظرات يحضرها الفحول ليستمعوا للناشئة والشعراء الجدد وكانت هذه التظاهرة الثقافية محل العناية والاهتمام من القبائل ليعرضوا ما عندهم ويروا ما عند غيرهم .

ومع مرور الأيام وتعاقب الليالي فقد الشعر منزلته المتقدمة ومكانته العالية لجملة من الأسباب منها : ظهور وسائل الإعلام والترفيه الحديثة وانتشار العامية واللهجات المحلية وكذلك ظهور أنواع من الشعر أفسدت الذوق الرفيع كالشعر الطلسمي الحديث إضافة إلى الاهتمام بالأشعار الشعبية إلى حد الهوس أحياناً . ومما زاد الأمر ضغثاً على إبالة صيرورة الشعر سلعة تباع وتشترى ؛ فثورة الشعر تغلي مراجلها في نفس إنسان لتجود قريحته بفيض من مشاعره _ والمشاعر غير قابلة لنقل الملكية _ لكنها في زماننا تنقل بلا عقد ولا شاهد مادام هناك من يدفع ويغدق ولو كان بليداً غليظ الإحساس لا يصلح لشعر ولا نثر .

وهذه بعض القصص كان الشعر عمادها والمخرج الآمن من مأزقها ؛ أحببت أن أبرز فيها شيئاً من أثر الشعر قديماً إضافة إلى مراعاة جانب الإمتاع والفائدة .

• النمام :
النميمة خلق شائن قبيح منهي عنه ؛ والنمام دنئ وقح ولا كرامة ومحروم من دخول الجنة ابتداءً كما في الخبر الصحيح . وقد سعى رجل إلى أمير العراق عبيد الله بن زياد بالوشاية في الشاعر عبد الله بن همام السلولي ، وقد أحسن الأمير حين تريث ولم يلتفت لغرور السلطة وشهوة العقاب فاستدعى الشاعر وعرض عليه التهمة أمام الواشي ؛ فأجاب ابن همام مخاطباً رجل السوء :

وأنت امرؤٌ إما ائتمنتك خالياً ******** فخنت ، وإما قلت قولاً بلا علم !
فأنت من الأمر الذي كان بيننا ******** بمنـزلة بين الخـيانـة والإثـم !

وحينها تهلل وجه الأمير ورد الواشي متسربلاً بالخزي ؛ وقد ذهب عجز البيت الثاني مثلاً يجري على الألسن .

• الزفاف الحزين :
ومع الخليفة "المثقف " المأمون _ عفا الله عنه _ الذي أمهر " بودان " ابنة وزيره الحسن بن سهل مائة ألف دينار وخمسين مليون درهم وأهداها وبذخ عليها مالا يُحفظ له مثيل قبل عصرنا ، ومنح والدها خراج ثلاثة أقاليم إضافة إلى عشرة ملايين درهم في صورة متكررة من صور الترف الباذخ والفساد في بيت مال المسلمين الذي لم ينبعث له مجدد بعد عمر بن عبد العزيز رحمه الله .ولأن أكثر النساء بركة أقلهن مئونة كما جاءنا عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فقد كانت بودان ليلة زفافها ممن تحرم عليهن الصلاة والصيام وما أن دخل عليها المأمون زوجاً مسروراً حتى خرج من غير أولي الإربة . وفي الصباح جاءه أحمد بن يوسف الكاتب مهنئاً " بالانتصار في المعركة حين اشتداد الحركة " لكن المأمون تنهد بحسرة وألم ممض قبل أن يجيب قائلاً :

فارس ماضٍ بحربته ******** صادقٌ بالطعن في الظلم
رام أن يدمي فريسته ******** فاتـقتـه من دمٍ بـدم


• حسد النبوغ :
كان المتنبي مقدماً في بلاط سيف الدولة ؛ ولأن الحظوة عند الكبراء مجلبة للحساد فإذا صاحب الحظوة نبوغ وتميز كان الحسد لئيماً مضاعفاً ؛ ولذا فقد نال المتنبي حسد من أبي فراس الحمداني _ وهو الأمير الشاعر _ ومن ابن خالويه _ وهو عالم اللغة والنحو ومؤدب الأمير _ . وقد حاولا استعداء سيف الدولة على شاعره في مثال لا يعز نظيره عبر العصور . وقد نجحا في المكيدة يوماً فضرب سيف الدولة صدغ المتنبي بمحبرة أسالت دمه وأبهجت الحساد ؛ لكن أبا الطيب بدهائه وبديهته الحاضرة نغص بهجتهم حين قال لسيف الدولة :

إن كان سركمُ ما قال حاسدنا ******** فمـا لجـرح إذا أرضاكم ألمُ
وبيننا-لو رعيتم ذاك- مـعرفةٌ ******** إن المعارف في أهل النُهى ذِممُ


• النقاد :
امتدح أبو تمام أحمدَ بن الخليفة المعتصم فلما بلغ قوله :

إقدام عمرو في سماحة حاتم ******** في حلم أحنف في ذكاء إياس

وحيث " لاتعدم الحسناء ذاماً " فقد قال هواة النقد لمجرد النقد : " إن الأمير فوق ما وصفت ، ولم تزد على أن شبهته بأجلاف العرب " فأطرق أبو تمام قليلاً ثم أرسل قذيفته القاصمة :

لا تنكروا ضربي له مَنْ دونه ******** مثلاً شروداً في الندى والباس
فالله قد ضرب الأقل لنوره ******** مثلاً مـن المشكـاة والنبراس

ولهول الصدمة على النقاد وشدة وقعها فقد أخذ أبو يوسف الكندي الفيلسوف _ وكان من المشاركين في النقد _ الرقعة ولم يجد فيها هذا الرد المفحم فقال متفرساً : " إن هذا الرجل لن يعيش طويلاً " ؛ وصدقت فراسته حين توفي أبو تمام عن ثلاث وأربعين سنة .

• لغة الرموز :
سافر أبو العلاء المعري في رحلة مثيرة ماتعة من الشام لبغداد التي كانت موطن الحضارة والعلم والأدب ؛ وحضر مجلساً أدبياً راقياً في منزل الشريف المرتضى ؛ وفي ثنايا حديث هذا المنتدى انتقص الشريف من شاعرية المتنبي وكان شيخ المعرة يجل أبا الطيب ويستكثر على الشريف انتقاده فقال من فوره : يكفيه _ أي المتنبي _أنه القائل :

لكِ يا منازل في القلوب منازل ******** أقفرت أنت وهن منك أواهلُ

فاحمر وجه المرتضى وتغيظ وصاح بغلمانه أن أخرجوا هذا الأعمى الحقير . وحين استفسر الحضور عن سبب هذا الانزعاج المفاجئ من بيت شعرٍ ليس فيه ما يريب أجابهم المرتضى قائلاً : لقد كان هذا الأعمى يقصد قول المتنبي في نفس القصيدة :

إذا أتتك مذمتي من ناقصٍ ******** فهي الشهادة لي بأني كاملُ

فعجبوا من ترميز أبي العلاء ومن فهم المرتضى .

• المدح الكاذب :
عاتب الخليفة المأمون الشاعر الماجن أبا نواس قائلاً : ماذا أبقيت لنا إذ قلت في الخصيب أمير مصر :

إذا لم تزر أرض الخصيب ركابنا ******** فأي فتىً بعد الخصيب تزورُ؟

ولأن الشعر لا يعذب بغير المبالغة والشعراء يجري في دماء كثير منهم أمشاج خاصة للمدح الكاذب يتأكلون به ويقصمون ظهر الممدوح فقد أجاب أبو نواس قائلاً :

إذا نحن أثنينا عليك بـصـالحٍ ******** فأنت كما نثني وفوق الذي نثني
وإن جرت الألفاظ يوماً بمدحة ******** لغيرك إنساناً فأنـت الذي نعني

وفي الختام أشير إلى كثرة هذه القصص وأمثالها في كتب الأدب وإنما اخترت هذه النماذج لشهرة شعرائها ولاحتوائها على مادة مفيدة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ouyoun.yoo7.com
 
أوراق خضراء: مقالات مُختارة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العيون :: العيون العام :: العيون العام-
انتقل الى: