دعوة للثرثرة .

في المراكز التجارية مناظر يندى لها الجبين فلا تدري عندما تشاهد النساء هناك هل هن متحجبات؟ أم أنه مجرد عرف إجتماعي تعودن عليه، فعندما ترى حال فتياتنا ينتابك شعور بالخجل من حجابهن فهو يفتن أكثر من ما يستر، سأحاول هنا أن أسلط النظر على بعض مشاهداتي داخل هذه المراكز..

في أحد الأيام كنت أريد الدخول لمحل تجاري وما إن هممت بالدخول حتى بادرت بتحية الإسلام للبائع والمتسوقين، وبدأت بسؤال البائع عن بعض الأمور، وما إن أمعنت النظر بتلك السيدة في طرف المحل إلا وهي تحاول جادة أن تغطي وجهها بكل الوسائل التي تملكها، فإذا بها ترفع جلبابها عن صدرها وتغطي به وجهها لتظهر رقبتها وجزءً من صدرها وهما أشد وأنكي من كشف الوجه.. (شكلها تحسب أنني من الهيئة)..

وفي أحد أحد مطاعم الأكلات السريعة (شاية) في برج المملكة فتاة قد تخطت العشرين من عمرها ما إن وقفت عند كاونتر الطلبات إلا أبعدت غطاء وجهها، وبدأت في الحديث مع البائع والسؤال عن أنواع الأكلات الإيرانية التي الغربية ، توقفت بعيداً لأرى ماذا تفعل ولكنها بدأت بإطلاق الضحكات مع البائع، حينها تقدمت إلى الكاونتر محاولاً أن أجذب انتباه البائع، وما إن رأتني بجانبها حتى قالت “يوه جزائري” وغطت وجهها وذهبت بعيداً، والبائع يرمقني بعين كلها غضب كأنه يقول “راحت الصيدة”..
بينما في صالة الطعام في البرج أيضاً فتاة تحمل صينية الأكل وقد انحسر غطاء وجهها وهي ترتدي عباءة كتف مفتوحة من الأمام، وعندما لمحتني من بعيد وقبل أن أرى تقاطيع وجهها وضعت الصينية جانباً وعدلت غطاء وجهها الشفاف، وعادت لتحمل الصينية من جديد لتنحسر العباءة عن لباس فاتن.. بنطال جينز ضيق.. وبلوزة منحسرة عن بطن أبيض..
أما في مقهى ستار بكس وعند صالة العائلات سيدة تجاوزت الثامنة والعشرين من عمرها عند باب المقهى تريد الدخول وما إن رأتني أهم بالخروج حتى رفعت غطاء وجهها وقد رسمت شفتيها بالأحمر الغامق وبادرتني بالسؤال “هل أغلقوا للصلاة؟”..

وهناك في أحد مجمعات المدينة جلست على الطاولة التي أمامي نسوة تتراوح أعمارهن بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين منقبات، وقبل أن يتناولن طعامهن، لم يبالين بوجود الرجال من حولهن، أزالت إحداهن النقاب عن وجهها وتلتها الأخريات، وبعد عراك مع وجبات الطعام تبادلن بعض الأحاديث الجانبية، وما إن انتهى الكلام حتى تنقبن مرة أخرى، وهن متأكدات من أن كل من في الصالة قد حفظوا شكل وجوههن..
هذا غيض من فيض ترى هل الحجاب للستر أم مجرد عادات وتقاليد..

زارني المحبوب في جوف الكرى
يتهادى قمراً بين السُرى
وله مثل نسيمٍ قد سرى
يا لظبيٍ سحره فاق الورى
يانديمي كيف يعروني المنام
إن يكن في الكاس إبلاج الصباح
فنديمي روق الكاس وراح
ياندامى الحب ما احلى القداح
حين تأتي الكأس من كف الملاح
فاشربوا كل غبوق بتمام
نحن ما نحن إذا حم القضاء
ومضت أجسادنا تحت البلاء
تنعب الغربان في كبد السماء اين اصحابي واين الندماء
قبل هذا هاتها ****هات المدام
سوف نمضي مثل ما يمضي الجميع وسياط الدهر تدمي ونطيع
وشباب يزدهي ثم يضيع
مثلما ضاعت أزاهير الربيع
تحت اطباق الثرى بين الرغام
يا نديمي نحن عمر كالزهور
نتساقى احلى كاساتٍ
تدور
ثم نحيا فكرة بين السطورشمعة ضاءت على مر العصور
******
فكؤوسس الوصل لا تخشى الزؤام
***هاتها معسولة بنت الكروم
وإترك الاشجان ولتسلو الهموم
فنسيمٌ قد سرى بين النجوم مخبراً ان صفاءًلايدوم
****************
فلماذا الصد يا هل الغرام
هاتها فالروض حلو ونضير والربى أمسى طيوباًوعبير
فاغنم الإشراق من قبل الهجير وتعاطى سلسلاً يطفي السعير
*********
ثم نمضي مثل أسراب الغمام*****
قال فيما قال أصحاب الغرام
رشفة من كاسها تبري السقام
قبلة من ثغرها تحي العظام
ريقها الترياق
من كاس الحمام

فقدت –فجأة- القدرة على البكاء دون سبب مفهوم ..الفظيع أنني كنت أبكي مرارا في داخلي دون دمع ، صارت عيناي مثل مجرى نهر قديم انقطعت عنه الأمطار واجتاحه الجفاف منذ آلاف السنين ..منذ مئات الآلاف من السنين ..منذ ملايين السنين.
كانت الأعشاب كثيفة والغابات تحفل بالأشجار السامقة والكائنات الحية المتنوعة ، وكانت السماء تمطر بغير انقطاع ، ورائحة المطر الرطيبة تفوح في جميع الأوقات ، ولكن الجفاف قد انشب مخالبه فجأة، أقفرت السماء من الغيوم دون مبرر مفهوم ..وامتد اللون الأصفر بالرمال القاسية التي تراكمت على كل شيء ..طمرت جميع مظاهر الحياة فيها.
مكثت وحدي في الشرفة أتطلع إلى البعيد المجهول ، لم اكن وحدي تماما ، كان هناك قفص صغير لعصفورين من عصافير الزينة بألوانهما البديعة..آية من جميل صنع الله في خلقه . تنسكب الألوان الصافية في انسجام مذهل كما لم تبدعه ريشة فنان ، ولكنهما خلف طلاء الزينة كانا تعيسين تماما . العيون – مثلي- جافة ، لبثا ينقران الحب في جمود دون أن يفطنا أنني أتطلع إليهما.
………………..
مضيت إلى طبيب العيون أسأله المعونة .وضع المنظار أمام عيني في الظلام الدامس محركا نور منظاره الفاحص يمينا ويسارا ، ثم رفع رأسه نحوي
- ماذا تشتكي؟
قلت في اقتضاب
- لم أعد أبكي
قال في ثقة
- لا شيء البتة ، أنت لا تعاني من مرض عضوي
قلت له في هدوء
- معذرة ، ولكنكم تجهلون الكثير. هل تستطيع آلاتك تلك أن تدرك الفارق بين العيون السعيدة والتعيسة؟
قال في حيرة
- كلا ، كلاهما يتشابهان
قلت مؤكدا
- وكذلك يتشابه السكر والملح ، كلاهما أبيض !
…………..
فطنت أن عصفوري الزينة لا يتطلعان البتة لأعلى ، أتراه اليأس المريح أم هو الجهل السعيد ؟
لست ادري
كان عصفورا الزينة هدية في يوم ميلادي ابنتي ،وقد استشعرت المقت صوب هذه الهدية منذ اللحظة الأولى ولكني لم اقدر على ردها . ألقيت في جفاء بكثير من الماء والطعام ثم أشحت ببصري بعيدا ، كانا يزقزقان نادرا ويأكلان بشراهة غير مفهومة وكانت عيونهم مستديرة وقاسية ويتملكني الاشمئزاز كلما تطلعت إليهما.
………..
أصغى الطبيب النفسي إلى شكواي الخاصة بعدم المقدرة على البكاء ثم ضاقت عيناه وهتف في انفعال
-هذا مثير جدا ، إنه يرمز لشيء ما
قلت في عتاب
-أعلم ذلك ولكن ما هو؟
اعتدل في مجلسه وقال في صوت واثق
-ليت الأمر بهذه البساطة . لست ساحرا ولا أملك -للأسف – كرة بللورية ! ، ولذلك فإن جلسات التحليل النفسي ستغدو حتمية . سوف أفتش في كهوف عقلك الباطن عن حادثة ما مرت بك وظلت مطمورة في أعماق لا وعيك ثم بدأت تعبر عن كيانها بهذه الكيفية.
همست في حزن
- وحتى هذا الحين أكابد العذاب الأليم !
- قلت لك أنني لا أمتلك ترياقا سحريا للسعادة !
- ولكني أتألم ألما نادرا
- لا ريب، طالما أثبتت الدراسات الحديثة أن البكاء يطيل العمر
هززت كتفي في استخفاف
- يا سيدي الطبيب لست أعبأ بطول العمر ولكني اشتقت إلى ملمس الوجه الرطيب المبلل بالدموع
قال الطبيب وهو يبتسم
- يمكنك أن تضع دموعا صناعية تبتاعها من الصيدلية بسهولة . ثمة وسيلة أخرى ..ضع عصير البصل في عينيك وسترى !
قلت في جد
- اسمع يا دكتور ..أحيانا أخال أنني نواة حبيسة في ذرة تحرسها إلكترونات تطوف من حولها كسجان يقظ ،أترى الطاقة الهائلة التي تنبعث من تحطيمها فرحة هائلة تعربد بالخلاص من الأسر الطويل.؟
لم ينبس الطبيب وتشاغل بكتابة الوصفة الطبية، استطردت قائلا
- وأحيانا أخال أنني روح حبيسة في جسد ولكن موعد إطلاقها لم يأت بعد . أشعر بالأسر ولا أدري لم؟
كف الطبيب عن الكتابة ورفع عينين متشككتين، قال وجهه يفيض حبورا
-أنت تفكر في الانتحار ..يبدو هذا بجلاء
- كلا ..كلا..
- لا تقاطعني ، هتف في انفعال ، إنهم جميعا ينتحرون يوما ما.
- الانتحار هو آخر ما جال بذهني
تكدر وجه الطبيب نوعا وقال في دهشة
- ولم؟
- لقد تعذبت مرارا ولن أضيف الجحيم لأعبائي
قال وقد فترت حماسته
- منطق معقول ، والآن ها هي الوصفة الطبية.
………….
طمرت الرمال مجرى النهر القديم تماما
……………..
هرعت إلى شيخي الروحي أبثه شكواي
- لم أعد أبكي يا مولاي . رغم ذلك تصرخ الندابات في جنون خلف قناع جلدي السميك ، يخمشن وجوههن بأظافرهن ويمزقن شعورهن.
أحيانا أخال أن الدموع مأسورة في أعماقي خلف لوح زجاج غير مرئي . إنها موجودة يا سيدي ..الدمع نقي وأمواجه متلاطمة وتسبح فيه عشرات الأسماك التعيسة . ولكن كيف أهشم اللوح الزجاجي وأطلق الدمع الحبيس ؟ ،إنه في صلابة الماس وقسوته أيضا. أخبرني يا مولاي هل ثمة ما هو أشد صلابة من الماس؟
قال الشيخ ووجهه يتهلل بشرا
- الإيمان يا ولدي
- حقا يا سيدي ولكن النهر قد جف تماما ، انقطعت عنه الأمطار وأوشكت على الهلاك من الظمأ
قال الشيخ في جد
-"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا ..صدق الله العظيم "
…………..
استغفر الله العظيم ، عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، سائلك وفقيرك ومسكينك.
………………
فهمت كل شيء فجأة .
كان الظلام يرخي ستائر دياجيره وكنت أتخبط في الظلام البهيم ، ومض البرق لثوان معدودة لكنها كانت كافية لأجتلي الحقيقة.أبصرت سجني وسجاني وأدركت خلاصي.
مضيت إلى الشرفة وأمسكت بباب القفص ففتحته وتراجعت خطوات إلى الوراء
ولبثت أرتقب
لم يبرح العصفوران القفص وتساءلت في أسف أتراهما لا يحسنان الطيران ؟ هل تحولت الأجنحة إلى أقدام من طول الأسر؟
لم يطل تساؤلي
انطلق عصفور كالسهم الملون خارج القفص ،،أوشك أن يصطدم بسقف الشرفة ومضى يرفرف في السماء كعاشق مجنون.
ومكث العصفور الآخر لحظات ثم رفع رأسه لأول مرة ، وما لبث أن شق طريقه إلى السماء حيث رقص رقصة الحرية الأولى.
مضيت إلى داخل المنزل وأنا أترنح ..كان الموج يتدافع بصوت صاخب صوب مجرى النهر القديم الذي لم يعد قديما.

مرحبا عمر
ثرثرتك الاخيرة رائعة من اجمل ما كتبت
دمت بخير

كلما خصصت ليلة لزيارة البحر
وحملت له شيا من تفكيري وانشغالاتي كهدية
الا وفتح لي سيرة ذلك الرجل
الغائب الحاضر....
دوما احاول الهروب من السيرة
احاول ان اغير الحديث
ولكن لا مفر
فهذا البحر لاسيرة على لسانه غيره
ولحظتها
تتعانق روحي وذكراه
تماما كا تعانق امواج البحر رمال الشاطىء
خاصة هذه الليلة
فالبحر هائج وامواجه ثائرة
والعناق قوي
كثورة بركان
صوته وهو يرمي بزبده على ضفاف الشاطىء
امواج تتمزق من فطر الشوق وحرارة اللقاء
تماما كما يحدث بداخلي
نار باردة
شوق ورغبة في لا تلاق
هذه المتناقضات التي تسبب لي الالم
وتعكر صفو حياتي...
هل تسمعني ايها البحر؟؟
كان سؤالي للبحر وانا الاعب موجاته
ولحظتها احسست بحرارة لا معتادة قيدت رجلاي
ربما اصابت الحمى بحري
ام انها اجابته على سؤالي
واصلت المسير على طول الشاطىء
ارقب وجوه الاطفال
وعيزنهم تنبض بالسعادة والحب
والبراءة
اقول في نفسي
كيف يستطيعون السهر حتى هذه الساعة
ولا يبدو عليهم التعب او النعاس
سقط طفل
ههههه
ليس الامر مضحكا
ولكنه ثالث طفل يسقط في نفس المكان في اقل من ربع ساعة
غريب
ربما عيوني التي تلاحقهم هي من تفعل بهم هذا
الله يبارك
سرقت قبلة من احدى الصغيرات
ورميت باخر سؤال عندي الى البحر
ثم حملت اغراضي وعدت ادراجي
وكلي امل ان اجد الاجابة في زيارتي المقبلة
الى اللقاء يا صديقي العزيز

السلام عليكم ورحمة الله
جميل الحديث مع البحر يا سلبيلة
هل يمكنني أن أعرف فيما دار الحديث بينكما ؟
استمري وستكوني معززة مكرمة في هذه المساحة .
شكرا لك .
كنت أقرأ شيئا للدكتور اسماعيل حقي وها أنا أقتبس لك منه شيء

وانتهينا ....
من حيث ابتدينا
ودق غاص بداخلي
وداخلي غاص بالودق
فتناثرت بي انكسارات المحبة
لم أجد
ولم تجد
ولن يجدوا
كل جلد تحته نغمة ألم
كل عظم به موقد نغم
كل دم به جريان المياه في المزارع
قرأت القصيدة
واحتسيت القهوة
وقرأت الجريدة
وكان جنبي ... بلقيس
ونـــــزار
والغلاة في الفلاة منتشرون
أحدهم في العمل
وآخر يحدو
والثالث جاء لاهثا
صائحا
متمردا
أين أنت ؟؟ يا ....... وسكت
للطالب التأوه إشعاع الخدر
وللمتناثر ضوء البدر
ارتسمت فوق المحيا وجعات الصراخ
بلد ذهب ... وبلد أتى
وأنا في مكاني ... أراوح
أرنو للمدينة ... متى تلثمني ؟؟
متى توجعني ؟؟؟
متى تعصرني ؟؟؟؟ متى ؟؟؟؟؟ متى ؟؟؟؟؟؟
هل لك يا بلد حضن دافيء كهيامي ؟ !!!!
هل لك يا وردة ضوء هلامي ؟؟ !!!!!
أرسليه
يرتضع مني حنينا
ينسكب في أنينا
نتصارع في اللقاء السرمدي
والقلوب
مزركشة بأحلام البلد
أدمتنا تلك الليالي
والتذكر
وأسعدتنا تلك الجرع الأبدية
والتبخر ... كالتبخر
بقيت .. أصرخ ... أصرخ .... يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــا
تأوها متناثرا فوق الرماد
فوق صحن هندي الصناعة
وفوق راية لم تزل فيها اليناعة
وتحت طوق من حدوث اليراعة
فانتهت ... تلك البداعة
في ظلال الشطرنج المشوه
وانتهت تأوهات منثورة
على وريقات السحاب
وأنشدت : ألم يكن يا بلد
ما نرتجي فينا ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!! وانتهت
أغنية غناها لاهث قد انتهى .

مدّي أمامي بساط الأمنياتِ و دعيني أنام, أنامُ طويلًا كما فعلتِ, فلا أهدأ من ساعاتِ الوسنِ الممتدة حتى السماء, حتى الجِنان الخضراء و قلبكِ اللؤلؤيّ, مُدي بساطكِ أو نفذي وعودكِ بأن تكوني ظلّي و خُطايَ و زهور البنفسج في يديّ . أرجوكِ, على مقربة من خيبةٍ أنا, على بُعد ستة عشر خطوةٍ من جهنّم الدّنيا .. فلا تتركيني وحيدة .. تعالي و ألقي بي فيها ثم عودي للنومِ .. امسكي طرف ثوبي الطويل و زغردي, قولي : يا لفرحتي بكِ, و سأقول في سرّي : يا لحزني بي, ثم سأبتسم, أعدك أن أبتسم و أرمي الورود على الهياكلِ حولي, ثم ارقصي .. لطالما رقصتِ في الحديقةِ المُسوّرة .. ها قد حان وقتُ الرقصِ, خُذي يديّ و لن أخجل هذه المرة, أعدكِ ألا أخجل ..
فقط تعاليْ .

اليوم هو الثامن عشر من يوليو، وهو أيضا نفس اليوم الذي أتمت به عام آخر من عمري. أتخيلني الآن وأنا كُل عام أنقص شيئا فشيئا حتي أنتهي يوما دون أن أدري! ومن يدري ؟ فمثل هذه الأشياء لا أحد يعلمها إلا الله. إلا أنني كانت لدي رؤيا واضحة ذات يوم أنني حينما أموت سأموت في مثل اليوم الذي ولدت فيه تماما، أي عندما يوافق يوم الثامن عشر من يوليو يوم الجمعة. من حسن حظي رُبما أنه قد أتي في يوم الأحد هذا العام أو لربما من سوء حظي، هذا الشىء لن أدركه إلا عندما تنتهي هذه السنة، أو لربما لن أدركه إطلاقا فليست كل الرؤى حتما تتحقق.

هذه السنة كان يومي مميزا للغاية ومختلفا عن كل سنة فقد ذهبت للعمل صباحا! ليس من أجل العمل إطلاقا ولكن فقط لكي أقضي يوما مميزا برفقتها بعدما ينتهي وقت العمل. ولكي أعود مساء في اليلل فيتسني لي التفكير طوال الطريق فيما سوف أفعله في حياتي لاحقا.و أود أن أشكر جميع الأصدقاء علي مجهوداتهم الخارقة في رسم الإبتسامة علي وجهي و أولهم جمال عيد فقد كان أول شخص علي الإطلاق أرسل لي رسالة تهنئة وأول شخص أيضا تمني لي عاما سعيدا، كذلك الأصدقاء في العمل الذين إشتروا لي هدايا رائعة للغاية رغم أنني لم أكن أريد مطلقا أن يشتري لي أحدا هدية فأنا أعرف أن رواتبهم ضئيلة للغاية وبالكاد تكفيهم، وصديقاى الآخرآن المتواجدان دائما إلي جانبي والذين أحبهم كثيرا وأقدرهم ” غمر و عبد الله ” وقد فارقنا رابعنا منذ شهر للعمل في بلد اروبي لا صبح الله وجهه بخير -البلد الأرويي طبعا وليس صديقي ” بدون زعل يا زياد ” - وأتمني لصديقي أن يعود قريبا وأن يكون سعيدا هناك، من وسط كل الهدايا التي أهدانيها الأصدقاء هناك هدية مميزة للغاية تلك التي أهدتها لي مروة .. وهي عبارة عن وردة عباد شمس تحمل وجها مبتسما وترقص ، كلما نظرت إليها إبتسمت كثيرا وضحكت. شكرا لك مروة.
هي ..

تحمل كالعادة ألغازا معها كلما قابلتها فهي في حد ذاتها أصلا لُغزا ولا عجب فكلهن كذلك.فجأتني كثيرا بهديتها الغريبة نوعا ما،وبأنها كذلك لم تكن تحمل في رأسها أدني فكرة ولا حتي تخطيط مسبق عن كيف سنقضي باقي اليوم؟ وكذلك لم تكن تعرف إلي أين يجب أن نتجه وكالعادة إقترحت مكانا ما وهي أيضا كالعادة وافقت دون أن تبدي أي إعتراض أو حتي إقتراح بمكان أفضل. وهذا تقريبا أكثر شىء أكر هه فيها أنها لا تبدي رأيها مطلقا في أي شىء.

هم ..

دائما يسألونني كم أصبح عمرك الآن ؟ لا أعرف لماذا يشكل لهم عمري مشكلة ؟ لا أحد إطلاقا بخلاف أمي وأبي يعرف كم أبلغ بالضبط من العمر ولا حتي علي وجه التقريب، فملامحي لا توحي إطلاقا بعمري الحقيقي ولا حتي أوراقي الرسمية تحمل تاريخ ميلادي من الأساس. سواء كنت في مطلع العقد الثاني من العمر أو كنت في نهاية العقد الثالث من العمر ما دخل ذلك بأي حال من الأحوال بعلاقات الأشخاص ببعضهم البعض ؟

أنا ..

كما أنا أحب أن أمارس طقوسي المعتادة في كل عام، بداية بقراءة ” أحلام يقظة ” ل ” جان جاك روسو” وإنتهاءا بمشاهدة فيلم قبر اليراعات المضيئة أكثر الأفلام كآبة علي وجه الأرض.
إكتشفت صدق مقولة ” حب حبيبك هونا هونا “
إكتشفت كذلك أن من الصعب أن تشرح لأحدهم معني أنك تعرف ماذا سيحدث مسبقا دون أن تكون منجما وأن معرفتك لهذ ه الأشياء ليست برغبتك وإنما تأتي هكذا من نفسها، و ليس لكونك تعرف أشياء ستحدث أنك تستطيع أن تتنبأ بالمستقبل. لذا سأتوقف عن إخبار أي شخص بأي شىء.
خاتمة

خبري عن أساك ما الذي تنشدين
خبري عن هواك ما الذي تعشقين
إن قلبي قد رأك قبل ما تخلقين

تحميل فيلم قبر اليراعات المضيئة
إضغط بزر الماوس الأيمن وإختار حفظ بإسم ،، الفيلم ثنائي اللغة وثنائي الترجمة إختار اللغة والترجمة التي تعجبك
الصورة أعلاه هي صورة الهدية التي تلقيتها من مروة

[list][*]شكرا يا ابن العم
بلغ سلامي للكتكوتة شيماء
ولاتدعها تقرأ تخارفنا رجاء
*******************

أستنشق الدُخان المنبثق من سيجارتي على مهل وأنظر إلى غرفتي الصغيرة التي أصبحت ملأى بدمائي المنتشرة على الأرض، يالها من فوضى تلك التي تعم المكان. كيف كنت أحيا ها هنا فى وسط هذه الفوضى العارمة؟ لا عجب إذن أن معظم أشيائى الصغيرة قد تاهت عن أماكنها التى لم تعتد يوما أن تكون فيها ! ها أنا ذا أكتشف لاحقا خطأ نظريتي القائلة بأن كل شىء فى الغرفة منظم ولكن بطريقة مختلفة، وأن هذه الأشياء المبُعثرة هنا وهناك ليست فعليا مبُعثرة ولكن منظمة بطريقة مختلفة، طالما أستطيع أن أجد ما أبحث عنه فهى منظمة. أليس غريبا أن الإنسان دائما ما يبرر أفعاله الخاطئة على هواه لكي يبقى دائما وأبدا صائبا، لكن ما فائدة أن تكتشف أنك مخطئا حينما لا يكون هناك أي جدوى من تمييز الخطأ عن الصواب؟

أمتص في بطء سيجارتي من جديد وأنفث دُخانها بهدوء،- فكل شيء في هذه المنطقة يسير ببطء حتي الزمن فهو متوقف حتي أسمح له بأن يمر عبر جسدي المُلقى بجواري على الأرض!- وألقى نظرة فاحصة على النيران التي تشتعل لتأكل جسد سيجارتي بهدوء هي الآخرى، وأتخيل نفسي أنا الأخر يأكلني دُخان سيجارتي فأنا أزيدها إشتعالا كلما رفعتها إلى شفتاي وهي الآخرى تزيدني إختناقا! وكأنما تنتقم مني لأني أخرجتها من علبتها وأشعلتها لإعتقادي بأني سأصبح أكثر سعادة عندما أُشعلها، أو لربما أنني إعتقدت أنها ستساعد فى التنفيس عن الضيق الذى يُثقل روحي ويبقيها مرتبطة بالأرض بعدما خلعت رداءها الأرضي، وألقته بجوارها صريعا ونظره شاخصا إلى الباب المُغلق ساخطا عليه. ليس بسببه وإنما لكونه وببساطة باب! فهو يعبر عن كل جنسه من الأبواب السقيمة المتكبرة التى أبت أن تنفتح له. فهو يعاقب في شخصه كل تلك الأبواب وعليه أن يتحمل عقاب الخطيئة التي إرتكبها بنى جنسه فى حقه.صحيح أن هذا مخالف للعدل وللمبادىء التي عاش عليها طوال حياته، لكنه الآن ميت ولا ضير فى تطبيق القوانين المقلوبة التى كانت تطبق فى عصره. فلأذيقنكم إذن من العذاب ألوانا ثم يستدرك قائلا بخلاف اللون الأبيض بالطبع!

غريب أنني مازلت حتي الآن أفكر بطريقة آدمية بحته وليس بطريقة روحانية رغم أنني خلعت جسدي مُسبقا! وأحاول أن أبحث عن سعادة في أشياء لن تسبب لي مُطلقا أي نوعٍ من أنواع السعادة. هل سيسبب لي الإنتقام سعادة ما ؟ أم أنه سيسبب مزيدا من الآلام والجروح المفتوحة لدي أرواح آخرى شقيقة؟، وفي نفس الوقت لن أشعر بفرق كبير بعد الإنتقام. لأتركنهم إذن لضمائرهم المُغتالة بأيديهم فلتستفيقن يوما ما وتتولي هي المهمة بدلا مني ولأبقي أنا يدي نظيفة من دمائهم رغم أن أيديهم جميعا مازلت مُلطخة بدمائي.

مازلت إذن كما أنا حيا وميتا أفكر دائما في غيرى قبل أن أتخذ أي قرار وأبه لمشاعرهم وأحاسيسهم رغم أن أحدا منهم لم يفكر فيّ يوما أبدا. لابد أن كل هذا متعلق بالأرواح وليس بالأجساد أو العقول فالظالم روحه إذن آثمة مثله تماما وليس فقط جسده الذي إستخدمه رغما عنه لتوقيع ظلمه.
لكم كنت ساذجا حين ظننت للحظة أن كل الناس يمتلكون بدواخلهم الخفية أرواحا بريئة كنسمة الهواء العليل، لكنها مكبوتة بفعل أجسادهم النتنة التى تأبي أن تظهر ضعيفة فتكتم كل المشاعر الجميلة التي تعرفها خلف قناعها الأرضي، وأنه بمجرد أن تتخلي أرواحهم عن أقنعتها ستظهر حقيقتها الرائعة! لقد ظهرت بالفعل حقيقتها الرائعة إنها لا ترتدي أقنعة إن هذا المظهر النتن ليس سوى نفسها.

لست ساخطا علي نفسي ولا حتى نادما أنني كنت يوما هكذا، بل إنني فخور للغاية أنني إستطعت أن أقضي ما يقارب الربع قرن من الزمان محافظا علي كل المبادىء النبيلة والأشياء الجميلة ولم أدنس يوما ما أيا منها. صحيح أن الحياة لم تكن يوما ما وردية ولن تكون كذلك، إلا إنها كانت بداخلي وردية رائعة وكلما كانت تغضب وتسود من حولي كنت أتقوقع إلى نفسي وأنظر إلى تلك الصورة الوردية لها وأتوسم خيرا. حتى وإن لم يحدث لي خيرا كنت أكتفي بأن أجد بسمة ما على وجه أحدهم قد ساهمت في رسمها على وجهه.صحيح أنني وفي الغالب كنت لا أُقابل بالمثل منهم لكن يكفيني أنهم جميعا آثمون فى حقي بينما أنام أنا مُرتاح البال غير آثم.

قد أكون قد إرتكبت حماقة ما بإنتحاري هذا وربما أكون قد إرتكبت أصوب شيء على الإطلاق ! حتي وإن كان هذا الفعل يُعد حماقة إلا أنها حماقة أدت إلى خير على أية حال، ها أنا ذا أمتلك وقت العالم كله لأحلل كل شىء من حولي فى هدوء وأنظر إلى الأمور من جميع النواحى والجهات. ولو كنت أستطيع أن أحصل علي هذا الهدوء والسكون وقتما كُنت حيا لم أكن لأقدم على مثل هذا الفعل.إلا أن للحياة مساوئ كما للموت أيضا، لا يمكنك أبدا أن تجزم أيهما أفضل لك فأنت تسير فقط غير دار من أين أتيت ولا إلى أين تتجه ؟ كنت في فترة ما لدي رؤية واضحة عن متي ستواتيني منيتي إلا أنني مع الزمن وإنغماسي في الحياة فقدت هذه الرؤية، ولما سئمت من الحياة دون أن أدري متي ستنتهي قررت أن أضع حدا لنفسي وأن يكون لي قرار خاص بي، صحيح أنهم أتوا بي دون مشورتي إلا أنهم لن يأخذوني أيضا دون مشورتي أنا حتما أعترض ! نعم أنت علي حق لقد أوقعت نفسي في متاعب لا حصر لها وسأقف طويلا لأناقش هذه المسألة التي لن أجد لها جوابا مقنعا حتما، لأنني بالفعل لا أمتلك واحدا. إلا أنني كما تدري سأعود إلى عادتي القديمة أتقوقع على نفسي وأتوسم خيرا، أنا متاكد من أنهم سيقدرون هذه المسألة فأنا طيب القلب.

المشكلة كما تعلم أنك لا تستطيع الجزم بالأثر الرجعي للفعل الذى ستقدم عليه فى أغلب الأحوال، سأعطيك مثالا كنت فى أحد الأيام أعاني من إكتئاب شديد للغاية ثم خطر فى رأسي أنني إذا إحتسيت فنجانا من القهوة سأكون سعيدا، فأعددت القهوة وإحتسيتها حتي آخر قطرة وجلست أنتظر أن أسعد، لكنني إزددت كآبة لسببين أولهما أن حالي لم يصبح أفضل وثانيهما لخيبة رجائي فى فنجان القهوة، ذلك الفنجان الأحمق لقد أهدر وقتي دون جدوي. ثم لماذا أحتاج أن أبرر لك موقفي من الأساس فلتذهب إلى الجحيم، من أنت أساسا لتقتحم علي خلوتي وتُعكر صفو أفكاري؟ انت نكرة وليس لك مكان في هذا النص. إخرج انت فقط من هنا وسأتولى أنا هذا الموضوع سأصعد إليهم وأتناقش معهم فى مصيري لا شأن لك.

من أكثر الأشياء عُقما في الوجود أن تكون مُختليا بنفسك تتشاور معها في أمر ما ثم تجد أحدهم ينقض عليك فجأة ويتدخل في شؤنك الخاصة دون دعوة مُسبقة منك كالشيطان مثلا، تكون في أمان الله تُعد لفعل خير مثلا ثم تجده يفسد عليك رؤيتك ويُدخلك فى متاهات ويُعقد عليك الأمور، تماما كالأحمق الذي إقتحم هذا النص دون تخطيط مُسبق لوجوده أثناء كتابة النص. أفكر الآن جديا فى العودة لإرتداء جسدي والذهاب لقتله، إلا أن هذا الفعل سيعود بي إلى متاهة من التفكير اللامنتهي قبل أن أقدم عليه وبعده لذا وإنطلاقا من طيبة قلبي سأتركه.
سُحقا لك لقد عكرت صفو أفكاري، ولكنك وبغبائك ساهمت في إثبات أن حتي للموت مساوئ فلم أنفك أجد أمثالك أثناء حياتي وها أنا ذا في أولي ساعات الموت ولم أنفك أجد مثلك.[/list]

مساء الخير
-كل عام وانت بخير وسعيد وراض عن نفسك اخي ابراهيم
-لما لا تقلع عن التدخين يا عمر؟؟ اريد ان اراك ولاكن دخان سيجارتك يخنقني ويحجب عني الرؤية

هذه هديتي لك اخي ابراهيم
وردة بسيطة بساطة الحياة
اتمنى ان تعجبك

مساء الخير سلسبيلة
أنا الآخر أتمنى أن أراك والله ( أولست جدك ؟؟ فعيب أن تنصحيني بترك سيجارتي ؟ جدتك رحلت وتركتني وحيدا
أتحبين أن أبفى أيضا بلا سيجارة ؟؟؟؟؟ )
شكر نيابة عن ابراهيم .
موفقة فاضلتي

اريد ان ابقى لبعض الوقت فقط وبعدها سانام
اعدك بان ابقى صامتة وهادئة

هل يمكنني البقاء ؟؟

هنا سؤطبق جفناي
كانت امسيتي جميلة
شكرا لانك سمحت لي بالبقاء يا جدي
استودعك الله